الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3369 - وعن أبي ذر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10362469nindex.php?page=treesubj&link=18184_18185_18188من لاءمكم من مملوكيكم فأطعموه مما تأكلون ، واكسوه مما تكسون ، ومن لا يلائمكم منهم فبيعوه ، ولا تعذبوا خلق الله . رواه أحمد ، وأبو داود .
3369 - ( وعن أبي ذر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " من لاءمكم ) : بالهمز في جميع نسخ المشكاة المعتمدة الحاضرة من الملاءمة . وفي النهاية : أي وافقكم وساعدكم ، وقد يخفف الهمز فيصير ياء . وفي الحديث يروى بالياء منقلبة عن الهمز ذكر الطيبي ، وفيه أن هذا التخفيف غير ملائم للقياس ومخالف للرسم أيضا ، ولعل محل التخفيف قوله الآتي ومن لا يلائمكم ، فإنه موافق للرسم والقياس فيه ، والله تعالى أعلم ، والمعنى من ناسبكم ( من مملوكيكم ، nindex.php?page=treesubj&link=18184فأطعموه مما تأكلون ) : أي من جنسه أو بعضه ( واكسوه ) بهمز وصل وضم سين أي ألبسوه ( مما تكسون ) : أي أنفسكم يعني مما تلبسون أنتم ، أو مما تكسون مماليككم عرفا وعادة وأسوة لأمثالهم ( nindex.php?page=treesubj&link=18183ومن لا يلائمكم منهم فبيعوه ، ولا تعذبوا خلق الله ) أي ولا تعذبوهم ، وإنما عدل عنه إفادة للعموم فيشملهم وسائر الحيوانات والبهائم ، وفيه إيماء إلى أنكم لا تعذبوا أنفسكم أيضا ، وقد قال بعض مشايخنا : ما أراد أن يحسن أدب مملوكه فيسيء أدبه وكذا بالعكس ، فلا بد من احتمال أحدهما ، وفي الملاءمة إشارة إلى عدم حصول الموافقة الكاملة . وقال الطيبي رحمه الله : يعني أنتم وهم سواء في كونكم خلق الله ، ولكم فضل عليهم بأن ملكتهم أيمانكم ، فإن وافقوكم فأحسنوا إليهم ، وإلا فاتركوهم إلى غيرهم ، وهو من قوله تعالى جل شأنه : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=71والله فضل بعضكم على بعض في الرزق فما الذين فضلوا برادي رزقهم على ما ملكت أيمانهم فهم فيه سواء أي جعلكم متفاوتين في الرزق فرزقكم أكثر مما رزق مماليككم وهم بشر مثلكم وإخوانكم وكان ينبغي أن تردوا فضل ما رزقتموه عليهم حتى يتساووا معكم في الملبس والمطعم اهـ .