الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3464 - وعن أبي سعيد ، nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة رضي الله عنهما ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10362649nindex.php?page=treesubj&link=8106_33480_25124_18081لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار " . رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب .
3464 - ( وعن أبي سعيد nindex.php?page=showalam&ids=3وأبي هريرة ) : أي : معا ( عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن " ) : أي : لو ثبت أو فرض أن ( " أهل السماء والأرض اشتركوا " ) : قال الطيبي رحمه الله : لو للمضي وأن أهل السماء فاعل ، والتقدير : nindex.php?page=treesubj&link=8106_33480_25124_18081لو اشترك أهل السماء والأرض ( " في دم مؤمن " ) : أي : إراقته والمراد قتله بغير حق ( " لأكبهم الله في النار " ) : أي : صرعهم فيها وقلبهم . قال الطيبي رحمه الله : كبه لوجهه أي صرعه فأكب هو ، وهذا من النوادر أن يكون أفعل لازما وفعل متعديا قاله الجوهري . وقال الزمخشري : لا يكون بناء أفعل مطاوعا بفعل بل همزة أكب للصيرورة أو للدخول ، فمعناه صار ذا كب أو دخل في الكب ومطاوع فعل انفعل نحو : كب وانكب وقطع وانقطع . قال التوربشتي : والصواب كبهم الله ، ولعل ما في الحديث سهو من بعض الرواة . قال الطيبي : فيه نظر لا يجوز أن يرد هذا على الأصل ، وكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أولى أن يتبع ، ولأن الجوهري ناف والرواة مثبتون . قلت : فيه أن الجوهري ليس بناف للتعدية ، بل مثبت للزوم ، ولا يلزم من ثبوت اللزوم نفي التعدية ، هذا وقد أثبتها صاحب القاموس حيث قال : كبه قلبه وصرعه كالكبة وكبكبه كأكب هو لازم متعد اهـ . على أنه يقال : الهمزة لتأكيد التعدية كما في مد وأمد على ما ورد هنا ، ولسلبها على ما ثبت في غير هذا الموضع أو يقال بتقدير حرف الجر للتعدية كما قالوا في : رحبتك الدار ، أي : رحبت بك ، وعلى كل تقدير فنسبة الخطأ إلى بعض اللغويين ، بل كلهم أولى وأحوط من نسبته إلى الرواة الثبات العدول الثقات ، هذا ولفظ الحديث في الجامع الصغير : لكبهم الله عز وجل في النار . ( رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب ) .