الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3801 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10363294لن يبرح nindex.php?page=treesubj&link=30231_25028هذا الدين قائما ، يقاتل عليه عصابة من المسلمين حتى تقوم الساعة " . رواه مسلم .
3801 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=98جابر بن سمرة رضي الله عنه ) : بفتح فضم ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لن يبرح ) : أي لا يزال ( هذا الدين قائما يقاتل ) : بالتذكير ويجوز تأنيثه ; أي يجاهد ( عليه ) : أي على الدين ( عصابة ) : بكسر أوله ; أي جماعة ( من المسلمين ) : والمعنى لا يخلو وجه الأرض من الجهاد إن لم يكن في ناحية يكون في ناحية أخرى ( حتى تقوم الساعة ) : يقرب قيامها . قال الطيبي : جملة يقاتل مستأنفة بيان للجملة الأولى ، وعداه بعلى لتضمينه معنى يظاهر ; أي يظاهرون بالمقاتلة على أعداء الدين يعني : nindex.php?page=treesubj&link=30231_31950_30227_30223_30221_25028إن هذا الدين لم يزل قائما بسبب مقاتلة هذه الطائفة ، وما أظن هذه العصابة إلا الفئة المنصورة بالشام ، وفي نسخه زيادة بالمغرب قلت : والأغلب في هذا الزمان بالروم نصرهم الله وخذل أعداءهم . قال النووي : ورد في الحديث لا يزال أهل الغرب ظاهرين حتى تقوم الساعة . قيل : هم أهل الشام وما وراء ذلك . قلت : فيه بحث فإن أهل المغرب ; أيضا وغيرهم يحاربون الكفار ; أيدهم الله تعالى . فالتحقيق أن المراد بالطائفة الجماعة المجاهدة لا على التعيين ، فإن فيما وراء النهر ; أيضا طائفة يقاتلون الكفرة قواهم الله تعالى ، وجزى المجاهدين عنا خيرا حيث قاموا بفرض الكفاية وأعطوا التوفيق والعناية . قال النووي : وفيه معجزة ظاهرة فإن هذا الوصف لم يزل بحمد الله تعالى من زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الآن ، ولا يزال حتى أمر الله تعالى اه . وهو لا ينافي أن يكون خبرا معناه الأمر ، كقوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=15&ayano=9إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون ) فإنا مأمورون وجوبا أن نحفظ القرآن بالقراءات المتواترة على سبيل الكفاية . ( رواه مسلم ) : كذا أبو داود ، وفي معناه حديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10363295لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون " . رواه الشيخان عن المغيرة ، وحديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10363296لا تزال طائفة من أمتي قوامة على أمر الله ، لا يضرها من خالفها " . رواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه . وحديث : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10363297لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة " . رواه الحاكم عن عمر ، نعم هذه الأحاديث شاملة للعلماء أيضا حتى قيل : المراد بهم علماء الحديث ، والله أعلم .