الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
3802 - وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10363298لا يكلم أحد في سبيل الله ، والله أعلم nindex.php?page=treesubj&link=33429بمن يكلم في سبيله إلا جاء يوم القيامة وجرحه يثعب دما ، اللون لون الدم ، والريح ريح المسك " . متفق عليه .
3802 - ( وعن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا يكلم ) : بصيغة المفعول من الكلم وهو الجرح ; أي يجرح ( أحد في سبيل الله ) : قال السيوطي : أي سواء مات صاحبه منه أم لا . كما يؤخذ من رواية nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10363299والله أعلم بمن يكلم في سبيله ) : جملة معترضة بين المستثنى والمستثنى منه مؤكدة مقررة لمعنى المعترض فيه ، وتفخيم شأن من يكلم في سبيله ، ومعناه والله أعلم بعظم شأن من يكلم في سبيل الله ونظيره قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=36قالت رب إني وضعتها أنثى والله أعلم بما وضعت وليس الذكر كالأنثى ) وقوله : ( nindex.php?page=tafseer&surano=3&ayano=36والله أعلم بما وضعت ) معترض بين كلامي أم مريم تعظيما لموضوعها وتجهيلا لها بقدر ما وهب لها ، والمعنى والله أعلم بالشيء الذي وضعت ، وما علق به من عظائم الأمور ، ويجوز أن يكون تتميما للصيانة من الرياء والسمعة .
[ ص: 2463 ] قلت : هذا هو الظاهر ، ثم الأول إنما يتمشى كونه تنظيرا على قراءة من قرأ وضعت بصيغة الغائبة لا على قراءة من قرأ بصيغة المتكلم كما لا يخفى ، وقد قال النووي : هذا تنبيه على nindex.php?page=treesubj&link=19701_25561الإخلاص في الغزو ، وأن الثواب المذكور فيه إنما هو لمن أخلص فيه لتكون كلمة الله هي العليا ، وهذا الفضل وإن كان ظاهرا في قتال الكفار لكن يدخل فيه من nindex.php?page=treesubj&link=33429جرح في قتال البغاة ، وقطاع الطريق ، وإقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونحو ذلك . ( إلا جاء يوم القيامة وجرحه ) : بضم أوله ( يثعب ) : قال السيوطي : بسكون المثلثة وفتح العين المهملة وموحدة . وفي شرح مسلم ; أي يجري منفجرا ; أي كثيرا ، وهو معنى الرواية الأخرى يتفجر ( دما ، اللون لون الدم ) : وفي نسخة لمسلم : لون دم ( والريح ريح المسك ) : قال النووي : الحكمة في مجيئه كذلك أن يكون معه شاهد في فضيلته وبذل نفسه في طاعة الله تعالى . قال التوربشتي : ثعبت الماء فجرته فانثعب ، إضافة الفعل إلى الجرح لأنه السبب في فجر الدم ودما يكون مفعولا ، ولو أراد به التمييز لكان من حقه أن يقول : ينثعب دما ، أو يثعب على بناء المجهول ولم أجده رواية . قال الطيبي : مجيئه متعديا نقل عن الجوهري ، وظاهر كلام صاحب النهاية أنه لازم حيث فسره بقوله يجري ، ولأنه جاء في حديث آخر وجرحه يشخب دما ، والشخب السيلان ، وقد شخب يشخب ويشخب ، فحينئذ يكون من قبيل قوله تعالى : ( nindex.php?page=tafseer&surano=9&ayano=92وأعينهم تفيض من الدمع ) فإن الظاهر أن يقال : إن الدمع يفيض من العين ، فجعل العين فائضة مبالغة ، وكذلك الدم السائل من الجرح لا الجرح سائل اه . ويؤيد الشيخ ما في القاموس : ثعب الماء والدم ; أي كمنع فجره فانثعب ، لكن المفهوم من التاج أنه لازم ومتعد ، كذا في دستور اللغة : ثعب الدم ; أي سال وأسال ، وفي المشارق nindex.php?page=showalam&ids=14961للقاضي عياض : ثعب تفجر ، وكذلك قوله : يثعب فيه ميزابان ، وكأن الشيخ لم يطلع على مجيئه لازما ، وأما حديث يشخب فغير حجة عليه كما لا يخفى . ( متفق عليه ) : رواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي .