الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4287 - وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت : nindex.php?page=hadith&LINKID=10364271nindex.php?page=treesubj&link=33190كنا ننبذ لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سقاء يوكأ أعلاه ، وله عزلاء ننبذه غدوة ، فيشربه عشاء ، وننبذه عشاء فيشربه غدوة رواه مسلم .
4287 - ( وعن عائشة - رضي الله تعالى عنها - قالت : nindex.php?page=treesubj&link=33190كنا ننبذ ) : بكسر الموحدة لا غير ، ويجوز ضم النون الأولى مع تخفيف الموحدة وتشديدها . وفي القاموس : النبذ . الطرح والفعل كضرب ، والنبيذ الملقى وما نبذ من عصير ونحوه ، وقد نبذه وأنبذه وانتبذه ونبذه أي نطرح الزبيب ونحوه . ( لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سقاء ) : بكسر أوله ممدودا ( يوكأ أعلاه ) : أي يشد رأسه بالوكاء وهو الرباط ، واعلم أن قوله : يوكأ بالهمز في الأصول المعتمدة ، [ ص: 2756 ] وفي بعض النسخ بالألف المقصورة على صورة الياء ، ففي المصباح : أوكأت السقاء بالهمز شددت فمه بالوكاء ، وفي المغرب : أوكأ السقاء شده بالوكاء وهو الرباط ، ومنه السقاء الموكأ ، ولم يذكره صاحب القاموس في المهموز ، وإنما ذكره في المعتل ، وقال : الوكاء ككساء رباط القربة وغيرها ، وقد وكاها وأوكاها وعليها اهـ . فالصحيح أنه معتل ، وقوله : بالهمز في عبارة المصابيح يحتمل أن يكون قيدا للسقاء فتوهم أنه للفعل فكتب بالهمز ، وكان حقه أن يكتب أوكيت ، ومما يؤيد ذلك قوله : " أوكوا " في الحديث الآتي بضم الكاف في الأصول المعتمدة والله أعلم . قال القاضي : وقد أمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بتغطية الأواني وشد أفواه الأسقية حذرا من الهوام . ( وله ) : أي للسقاء ، ( عزلاء ) : بمهملة مفتوحة فزاي ساكنة ممدودة أي ما يخرج منه الماء ، والمراد به فم المزادة الأسفل . قال ابن الملك : أي له ثقبة في أسفله ليشرب منه الماء ، وفي القاموس : العزلاء مصب الماء من الراوية ونحوها اهـ . والواو للحال وقوله : ( ننبذه ) : استئناف أي نحن نطرح التمر ونحوه في السقاء ( غدوة ) : بالضم ما بين صلاة الغدوة وطلوع الشمس ( فيشربه ) : أي هو يعني النبي - صلى الله عليه وسلم - من ذلك المنبوذ ( عشاء ) : بكسر أوله ، وهو ما بعد الزوال إلى المغرب على ما في النهاية . ( وننبذه عشاء فيشربه غدوة . رواه مسلم ) .