الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4489 - عن أبي طلحة - رضي الله عنه - قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10364654nindex.php?page=treesubj&link=33357_23993_29740_29738لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ، ولا تصاوير " . متفق عليه .
جمع التصوير ، وهو فعل الصورة ، والمراد به هنا ما يصور مشبها بخلق الله من ذوات الروح مما يكون على حائط أو ستر كما ذكره ابن الملك .
الفصل الأول
4489 - ( عن أبي طلحة ) : أي سهل بن زيد الأنصاري ، زوج nindex.php?page=showalam&ids=11088أم أنس بن مالك ( قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم : لا تدخل ) : بصيغة التأنيث وجوز تذكيره ( الملائكة ) : أي ملائكة الرحمة لا الحفظة وملائكة الموت ، وفيه إشارة إلى كراهتهم ذلك أيضا ، لكنهم مأمورون ويفعلون ما يؤمرون . ( بيتا ) أي مسكنا ( فيه كلب ) : أي إلا كلب الصيد والماشية والزرع وقيل : إنه مانع أيضا وإن لم يكن اتخاذه حراما ( ولا تصاوير ) : يعم جميع أنواع الصور ، وقد رخص فيما كان في الأنماط الموطؤة بالأرجل على ما ذكره ابن الملك . قال الخطابي : إنما nindex.php?page=treesubj&link=29740_29738لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب أو صورة مما يحرم اقتناؤه من الكلاب والصور ، وأما ما ليس بحرام من كلب الصيد والزرع والماشية ومن الصورة التي تمتهن في البساط والوسادة وغيرهما ، فلا يمنع دخول الملائكة بيته . قال النووي : والأظهر أنه عام في كل كلب وصورة ، وأنهم يمتنعون من الجميع ، لإطلاق الأحاديث ، ولأن الجرو الذي كان في بيت النبي - صلى الله عليه وسلم - تحت السرير كان له فيه عذر ظاهر ; لأنه لم يعلم به ، ومع هذا امتنع جبريل - عليه الصلاة والسلام - من دخول البيت وعلله بالجرو .
وقال العلماء : سبب امتناعهم من الدخول في بيت فيه صورة كونها مما يعبد من دون الله تعالى ، ومن الدخول في بيت فيه كلب كونه يأكل النجاسة ، ولأن بعضه يسمى شيطانا ، كما ورد في الحديث : والملائكة ضد الشياطين ، ولقبح رائحته ، ومن اقتناه عوقب بحرمان دخول الملائكة بيته ، وصلاتهم عليه ، واستغفارهم له ، وهؤلاء الملائكة غير الحفظة لأنهم لا يفارقون المكلفين ، قال أصحابنا وغيرهم من العلماء nindex.php?page=treesubj&link=33357_33358 : تصوير صورة الحيوان حرام شديد التحريم ، وهو من الكبائر لأنه متوعد عليه بهذا الوعيد الشديد المذكور في الأحاديث ، سواء صنعه في ثوب أو بساط أو درهم أو دينار أو غير ذلك ، وأما nindex.php?page=treesubj&link=33355_23993تصوير صورة الشجر والرجل والجبل وغير ذلك ، فليس بحرام . هذا حكم نفس التصوير ، وأما nindex.php?page=treesubj&link=23993_33358اتخاذ المصور بحيوان ، فإن كان معلقا على حائط سواء كان له ظل أم لا ، أو ثوبا ملبوسا أو عمامة أو نحو ذلك ، فهو حرام ، وأما الوسادة ونحوها مما يمتهن فليس بحرام ، ولكن هل يمنع دخول الملائكة فيه أم لا ؟ فقد سبق .
قال nindex.php?page=showalam&ids=14961القاضي عياض : وما ورد في nindex.php?page=treesubj&link=23993_33355تصوير الثياب للعب البنات فمرخص ، لكن كره مالك شراءها للرجل ، وادعى بعضهم أن إباحة اللعب بهن للبنات منسوخ بهذه الأحاديث ، والله أعلم . ( متفق عليه ) . وفي الجامع الصغير : رواه أحمد ، والشيخان ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=15397والنسائي nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه عن أبي طلحة مرفوعا ولفظه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10356589لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة " . ورواه أحمد ، nindex.php?page=showalam&ids=13948والترمذي ، nindex.php?page=showalam&ids=13053وابن حبان ، عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ولفظه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10364655إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه تماثيل أو صورة " . ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13478ابن ماجه عن علي بلفظ : nindex.php?page=hadith&LINKID=10364656إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب ولا صورة " .
قال الطيبي قوله : ولا تصاوير معطوف على قوله كلب ، ومن حق الظاهر أن تكرر " لا " ثم فيقال : لا كلب ولا تصاوير ، ولكن لما وقع في سياق النفي جاز كقوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=46&ayano=9وما أدري ما يفعل بي ولا بكم لما فيه من التأكيد أنه لو لم يذكر لاحتمل أن المنفي الجمع بينهما ونحوه قوله : ما كلمت زيدا ولا عمرا ، ولو حذفت لجاز أن تكلم أحدهما لأن الواو للجمع وإعادة " لا " كإعادة الفعل .