الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4598 - عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10364865من nindex.php?page=treesubj&link=28689_30546_25588اقتبس علما من النجوم اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد " . رواه أحمد ، وأبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه .
4598 - ( عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : من اقتبس ) أي : أخذ وحصل وتعلم ( علما من النجوم ) أي : علم من علومها أو مسألة من علمها . ( اقتبس شعبة ) أي : قطعة ( من السحر زاد ) أي : المقتبس من السحر ( ما زاد ) أي : مدة زيادته من النجوم ، فما بمعنى ما دام . ويؤيده ما ذكر شارح حيث قال أي : زاد النبي - صلى الله عليه وسلم - على ما رواه ابن عباس منه في حق علم النجوم ، كذا في الشرح ، والظاهر أن معناه : زاد nindex.php?page=treesubj&link=25588اقتباس شعبة السحر ما زاد اقتباس علم النجوم . وقال الطيبي - رحمه الله : نكر " علما " للتقليل ، ومن ثم ذكر الاقتباس لأن فيه معنى القلة ، ومن النجوم صفة علما وفيه مبالغة . وفاعل زاد الشعبة ، ذكرها باعتبار السحر ، وزاد ما زاد جملة مستأنفة على سبيل التقرير والتأنيب ، أي : يزيد السحر ما يزيد الاقتباس ، فوضع الماضي موضع المضارع للتحقيق . وفي شرح السنة : nindex.php?page=treesubj&link=25589المنهي من علم النجوم ما يدعيه أهلها من معرفة الحوادث التي لم تقع ، وربما تقع في مستقبل الزمان مثل إخبارهم بوقت هبوب الرياح ، ومجيء ماء المطر ، ووقوع الثلج ، وظهور الحر والبرد ، وتغيير الأسعار ونحوها . ويزعمون أنهم يستدركون معرفتها بسير الكواكب ، واجتماعها وافتراقها ، وهذا علم استأثر الله به لا يعلمه أحد غيره ، كما قال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=31&ayano=34إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ، فأما ما يدرك من طريق المشاهدة من علم النجوم الذي يعرف به الزوال وجهة القبلة ، فإنه غير داخل فيما نهى عنه . قال الله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=6&ayano=97وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر ، وقال تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=16&ayano=16وبالنجم هم يهتدون ، فأخبر الله تعالى أن nindex.php?page=treesubj&link=31762_32435_22729النجوم طرق لمعرفة الأوقات والمسالك ، ولولاها لم يهتد الناس إلى استقبال الكعبة . روي عن عمر - رضي الله تعالى عنه - أنه قال : تعلموا من النجوم ما تعرفون به القبلة والطريق ، ثم أمسكوا . ( رواه أحمد ، أبو داود ، nindex.php?page=showalam&ids=13478وابن ماجه ) .