الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
4912 - وعنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365509رغم أنفه ، رغم أنفه ، رغم أنفه " . قيل : من يا رسول الله ؟ قال : " nindex.php?page=treesubj&link=18004من أدرك والديه عند الكبر ، أحدهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة " . رواه مسلم .
4912 - ( وعنه ) أي : عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة - رضي الله عنه - ( قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : رغم ) : بفتح فكسر أي : لصق بالرغام وهو التراب المختلطة بالرمل ( أنفه ) : والمراد به الذل ، وهو إخبار أو دعاء ، والضمير مبهم سنبينه ، والقصد من الإبهام ، ثم التبيين كونه أوقع في نفس السامع ، وكذا تأكيده بإعادته مرتين . ( رغم أنفه ، رغم أنفه قيل : من ) أي : من هو أو هو من أو تعني من أو أنف من ( يا رسول الله ؟ قال : من أدرك والديه ) : فيه تغليب ( عند الكبر ) : خص به ; لأنه أحوج الأوقات إلى حقوقهما . قال المظهر : هو ظرف في موضع الحال ، والظرف إذا كان في موضع الحال يرفع ما بعده ، فقوله : ( أحدهما ) : مرفوع بالظرف وقوله :
[ ص: 3080 ] ( أو كلاهما ) : معطوف على أحدهما . اهـ . فهما فاعلان في المعنى ، وقال الأشرف : يجوز أن يكون أحدهما خبرا لمبتدأ محذوف ، أي : مدركه أحدهما أو كلاهما ، فإن من أدرك شيئا فقد أدركه ذلك الشيء ، وهذه الجملة بيان لقوله : من أدرك والديه . وفي شرح المصابيح قوله : nindex.php?page=treesubj&link=18004من أدرك والديه الكبر أحدهما أو كلاهما . الكبر : فاعل أدرك ، وأحدهما مفعوله . قلت : الظاهر أنه بدل من مفعوله وهو والديه .
قال الطيبي قوله : عند الكبر بالإضافة ، وأحدهما أو كلاهما مرفوعان ، هكذا هو في جميع روايات مسلم ، وفي كتاب الحميدي ، وجامع الأصول ، وبعض نسخ المصابيح ، وغيره في بعضها إلى قوله عنده بالهاء والكبر بالرفع ، وأحدهما أو كليهما بالنصب ، نعم هو في nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي ، كذا عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه قال - صلى الله عليه وسلم : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365510nindex.php?page=treesubj&link=18004رغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة " . اهـ . ثم عطف على ( أدرك ) أي : ( ثم ) : بعد إدراكه ما ذكر وإمهاله مدة يسع فيها قضاء حقوقهما وأداء برهما ( لم يدخل الجنة ) : بصيغة المعلوم من الدخول أي : لم يدخلها بسبب عقوقهما والتقصير في حقوقهما . وقال النووي : معناه أن برهما عند كبرهما وضعفهما بالخدمة والنفقة وغير ذلك سبب لدخول الجنة ، فمن قصر في ذلك فاته دخول الجنة . وقال الطيبي ، ( ثم ) في قوله : ثم لم يدخل الجنة استبعادية يعني : ذل وخاب وخسر من أدرك تلك الفرصة التي هي موجبة للفلاح والفوز بالجنة ، ثم لم ينتهزها ، وانتهازها هو ما اشتمل عليه قوله تعالى : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=23وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما إلى قوله : nindex.php?page=tafseer&surano=17&ayano=24وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا ، فإنه دل على الاجتناب عن جميع الأقوال المحرمة ، والإتيان بجميع كرائم الأقوال والأفعال من التواضع والخدمة والإنفاق عليهما ، ثم الدعاء لهما في العاقبة . ( رواه مسلم ) : وفي الجامع الصغير : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365511رغم أنفه ، ثم رغم أنفه ، ثم رغم أنفه ، من أدرك أبويه عنده الكبر أحدهما أو كلاهما ، ثم لم يدخل الجنة " . رواه أحمد ومسلم عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة ، ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13948الترمذي والحاكم عنه بلفظ : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10365512رغم أنف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي ، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ، ثم انسلخ قبل أن يغفر له ، ورغم أنف رجل أدرك عنده أبواه الكبر فلم يدخلاه الجنة " .