الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
nindex.php?page=treesubj&link=25353 131 - الحديث الرابع : عن عائشة رضي الله عنها { nindex.php?page=hadith&LINKID=21102أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى في خميصة لها أعلام . فنظر إلى أعلامها نظرة . فلما انصرف قال : اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم ، وأتوني بأنبجانية أبي جهم . فإنها ألهتني آنفا عن صلاتي } .
" الخميصة " كساء مربع له أعلام و " الأنبجانية " كساء غليظ . فيه دليل على جواز لباس الثوب ذي العلم ودليل على أن اشتغال الفكر يسيرا غير قادح في الصلاة . [ ص: 329 ] وفيه دليل على nindex.php?page=treesubj&link=25353طلب الخشوع في الصلاة ، والإقبال عليها ، ونفي ما يقتضي شغل الخاطر بغيرها . وفيه دليل على مبادرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى مصالح الصلاة ، ونفي ما يخدش فيها ، حيث أخرج الخميصة ، واستبدل بها غيرها مما لا يشغل . فهذا مأخوذ من قوله " فنظر إليها نظرة " . وبعثه إلى أبي جهم بالخميصة : لا يلزم منه أن يستعملها في الصلاة ، كما جاء في " حلة عطارد " وقوله عليه السلام لعمر " إني لم أكسكها لتلبسها " . وقد استنبط الفقهاء من هذا : كراهة كل ما يشغل عن الصلاة من الأصباغ والنقوش ، والصنائع المستطرفة ، فإن الحكم يعم بعموم علته ، والعلة : الاشتغال عن الصلاة . وزاد بعض المالكية في هذا : كراهة غرس الأشجار في المساجد . و " الأنبجانية " يقال بفتح الهمزة وكسرها ، وكذلك في الباء ، وكذلك الياء تخفف وتشدد . وقيل : إنها الكساء من غير علم ، فإن كان فيه علم فهو خميصة . وفيه دليل على قبول الهدية من الأصحاب ، والإرسال إليهم والطلب لها ممن يظن به السرور بذلك أو المسامحة .