398 - واختلفوا إن أمسك الأصل رضا والشيخ لا يحفظ ما قد عرضا 399 - فبعض نظار الأصول يبطله
وأكثر المحدثين يقبله 400 - واختاره الشيخ فإن لم يعتمد
ممسكه فذلك السماع رد
الأول : ( واختلفوا ) أي : العلماء ( إن ( فبعض نظار الأصول ) ، وهو أمسك الأصل ) مع المراعاة له حين القراءة على الشيخ ( رضى ) في الثقة والضبط لذلك ( والشيخ ) حينئذ ( لا يحفظ ما قد عرضا ) الطالب عليه ، ولا هو ممسك أصله بيده ، هل يصح السماع أم لا ؟ وكذا إمام الحرمين ، المازري في شرح البرهان ( يبطله ) أي : السماع .
وحكى عياض أن تردد فيه ، قال : وأكثر ميله إلى المنع ، بل نقله القاضي أبا بكر الباقلاني الحاكم عن مالك وأبي حنيفة ; لأنهما لا حجة عندهما ، إلا بما رواه الراوي من حفظه ، وذلك يقتضي أنه لو كان الأصل بيده ، فضلا عن يد ثقة غيره ، لا يكفي ، كما سيأتي في صفة رواية الحديث وأدائه .
( وأكثر المحدثين يقبله ) ، بل هو الذي عليه عمل كافة الشيوخ وأهل الحديث كما حكاه عياض ، ونقل تصحيحه عن بعضهم ( واختاره الشيخ ) ، ووهن السلفي الخلاف ; لاتفاق العلماء على العمل بهذا ، وذكر ما حاصله أن ابن الصلاح ؟ وقال : هما سيان ، على هذا عهدنا علماءنا عن آخرهم . الطالب إذا أراد أن يقرأ على شيخ شيئا من سماعه هل يجب أن يريه سماعه في ذلك الجزء أم يكفي إعلام الطالب الثقة الشيخ أن هذا الجزء سماعه على فلان
قال : ولم يزل الحفاظ قديما وحديثا يخرجون للشيوخ من الأصول ، فتكون تلك الفروع بعد المقابلة أصولا ، [ وهل كانت الأصول ] أولا إلا فروعا ؟ ! انتهى .
[ ص: 187 ] ولله در القائل :
قل لمن لا يرى المعاصر شيئا ويرى للأوائل التقديما
إن ذاك القديم كان جديدا وسيبقى هذا الجديد قديما
( فإن لم يعتمد ) بالبناء للمفعول ( ممسكه ) ، أو القارئ فيه ، ولا هو ممن يوثق به ( فذلك السماع رد ) أي : مردود غير معتد به ، ولذا ضعف أئمة الصنعة رواية من سمع الموطأ على مالك بقراءة ابن حبيب كاتبه ; لضعفه عندهم ، بحيث اتهم بتصفح الأوراق ومجاوزتها بدون قراءة ، إما في أثناء قراءته ، أو بعد انتهاء المجلس حين البلاغ ، قصدا للعجلة . وهذا مردود ، فمثل هذا لا يخفى على مالك .
قال عياض : لكن عدم الثقة بقراءة مثله ، مع جواز الغفلة والسهو عن الحرف وشبهه وما لا يخل بالمعنى ، مؤثرة في تصحيح السماع كما قالوه . ولهذه العلة لم يخرج من حديث البخاري ابن بكير عن مالك إلا قليلا ، وأكثر منه عن الليث ، قالوا : لأن [ ص: 188 ] سماعه كان بقراءة ابن حبيب - انتهى .
وإن كان الشيخ حافظا فهو كما لو كان أصله بيده ، بل أولى ; لتعاضد ذهني شخصين عليه .