[ كراهة تعليق الخط والمشق ] :
( وشره ) أي : الخط ( التعليق ) وهو فيما قيل : ، وإذهاب أسنان ما ينبغي إقامة أسنانه ، وطمس ما ينبغي إظهار بياضه . خلط الحروف التي ينبغي تفرقتها
( و ) كذا ( المشق ) بفتح أوله وإسكان ثانيه ، وهو خفة اليد وإرسالها مع ، كما كان شيخنا يحكي أن بعضهم كان يقول لمن يراه يكتب كذلك : تكتبون تمشقون تضيعون الكاغد . فيجتمعان في عدم إقامة الأسنان ، ويختص التعليق بخلط الحروف وضمها ، والمشق ببعثرتها وإيضاحها بدون القانون المألوف ، وذلك كما قال بعض الكتاب : مفسدة لخط المبتدي ، ودال على تهاون المنتهي بما يكتب . غير أنهم يستعملون المشق والتعليق وإغفال الشكل والنقط في المكاتبات . بعثرة الحروف وعدم إقامة الأسنان
قال الماوردي في " أدب الدين والدنيا " : وهو مستحسن فيها ، فإنهم لفرط [ ص: 52 ] إدلالهم بالصنعة وتقدمهم في الكتابة يكتفون بالإشارة ويقتصرون على التلويح ، ويرون الحاجة إلى استيفاء شروط الإبانة تقصيرا .
قال : وإن كان كل ذلك في كتب العلم مستقبحا ( كما ) أنه ( شر القراءة إذا ما ) ; أي : إذا ( هذرما ) بالمعجمة ; أي : أسرع بحيث يخفى السماع .
فقد روى الخطيب في جامعه من طريق ، عن أبي محمد بن درستويه عبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري فيما حكاه عن أنه قال : " شر الكتابة المشق ، وشر القراءة الهذرمة ، وأجود الخط أبينه " . عمر بن الخطاب
وعنده أيضا عن علي قال : " الخط علامة ، فكلما كان أبين كان أحسن " وعن ابن قتيبة أيضا عن إبراهيم بن العباس قال : وزن الخط وزن القراءة ، أجود القراءة أبينها ، وأجود الخط أبينه .