[ ذكر ] : أفضل كتب التاريخ
( و ) كذا اعتن بما اقتضته حاجة من كتب ( التواريخ ) للمحدثين المشتملة على الكلام في أحوال الرواة رواية كل من [ ص: 313 ] كابن معين الحسين بن حبان وعباس الدوري والمفضل بن غسان الغلابي عنه ، وكأبي خليفة وأبي حسان الزيادي ويعقوب الفسوي وأبي بكر بن أبي خيثمة وأبي زرعة الدمشقي وحنبل بن إسحاق والسراج ، التي ( غدا من خيرها ) التاريخ ( الكبير ) بالنسبة إلى أوسط وصغير ( للجعفي ) بضم الجيم ; نسبة لجد أبيه المغيرة ; لكونه كان مولى ليمان الجعفي ، وإلى بخارى هو إمام الصنعة ; فإنه كما قال البخاري الخطيب : يربي على هذه الكتب كلها .
وقد قال : لو أن رجلا كتب ثلاثين ألف حديث لما استغنى عن ( تاريخ أبو العباس بن سعيد بن عقدة ) ، وكـ ( تاريخ البخاري مصر ) لابن يونس ، والذيل عليه ، وبغداد للخطيب والذيول عليه ، ودمشق ، لابن عساكر ونيسابور للحاكم ، والذيل عليه ، وأصبهان لأبي نعيم ، وهي من مهمات التواريخ ; لما يقع فيها من الأحاديث والنوادر .
( و ) من خيرها أيضا ( الجرح والتعديل للرازي ) ، هو أبو الفرج عبد الرحمن بن أبي حاتم الذي اقتفى فيه أثر ، كما حكاه البخاري في ترجمة شيخه الحاكم الحاكم أبو عبد الله أبي أحمد من ( تاريخ نيسابور ) ، أن أبا أحمد قال : كنت بالري وهم يقرؤون على ، يعني كتابه هذا ، فقلت ابن أبي حاتم لابن عبدويه الوراق : هذه ضحكة ، أراكم تقرؤون على شيخكم كتاب ( التاريخ ) على الوجه ، وقد نسبتموه إلى للبخاري أبي زرعة وأبي حاتم ، فقال : يا أبا أحمد ، اعلم أن أبا زرعة وأبا حاتم لما حمل إليهما ( تاريخ ) قالا : هذا علم لا يستغنى عنه ، ولا يحسن بنا أن نذكره عن غيرنا ، فأقعدا البخاري عبد الرحمن ، يعني ، فصار يسألهما عن [ ص: 314 ] رجل بعد رجل ، وهما يجيبانه ، وزادا فيه ونقصا ، انتهى ، والبلاء قديم . ابن أبي حاتم