ويشمل  الصحابي الأحرار والموالي   ، الذكور والإناث ; لأن المراد به الجنس . ثم إن التعبير في التعريف بالرؤية هو في الغالب ، وإلا فالضرير الذي حضر النبي - صلى الله عليه وسلم - ،   كابن أم مكتوم  وغيره ، معدود في الصحابة بلا تردد . ولذا عبر غير واحد باللقاء بدل الرؤية . وإن قيل : إنها تكون من الرائي بنفسه وكذا بغيره ، لكان مجازا ، وكأنه لحظ شمولها بالقوة أو بالفعل ، وهو حسن . وأما الصغير غير المميز ;  كعبد الله بن الحارث بن نوفل  ،  وعبد الله بن أبي طلحة الأنصاري  ، وغيرهما ممن حنكه النبي - صلى الله عليه وسلم - ودعا له ،   ومحمد بن أبي بكر الصديق  المولود قبل الوفاة النبوية بثلاثة      [ ص: 80 ] أشهر وأيام ، فهو وإن لم تصح نسبة الرؤية إليه ، صدق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - رآه ، ويكون صحابيا من هذه الحيثية خاصة . وعليه مشى غير واحد ممن صنف في الصحابة ; خلافا  للسفاقسي  شارح   البخاري     ; فإنه قال في حديث   عبد الله بن ثعلبة بن صعير  ، وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد مسح وجهه عام الفتح ما نصه : إن كان  عبد الله  هذا عقل ذلك أو عقل عنه كلمة كانت له صحبة ، وإلا كانت له فضيلة ، وهو في الطبقة الأولى من التابعين . وإليه ذهب  العلائي     ; حيث قال في بعضهم : لا صحبة له ، بل ولا رؤية ، وحديثه مرسل . وهو إن سلم الحكم لحديثهم بالإرسال ; فإنهم من حيث الرواية أتباع ، فهو فيما نفاه مخالف للجمهور . وقد قال شيخنا في ( الفتح ) : إن أحاديث هذا الضرب مراسيل . قال : والخلاف الجاري بين الجمهور وبين   أبي إسحاق الإسفراييني  ومن وافقه على رد المراسيل مطلقا ، حتى مراسيل الصحابة ، لا يجري في أحاديث هؤلاء ; لأن أحاديثهم من قبيل مراسيل كبار التابعين لا من قبيل مراسيل الصحابة الذين سمعوا من النبي - صلى الله عليه وسلم - . قال : وهذا مما يلغز به فيقال : صحابي حديثه مرسل ، لا يقبله من يقبل مراسيل الصحابة . انتهى .  
ولأجل اختيار عد غير المميزين في الصحابة كانت في بيت   الصديق  أربعة من الصحابة في نسق ، وهم :  محمد بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن أبي قحافة     ; كما سيأتي مع ما يلائمه في رواية الآباء عن الأبناء إن شاء الله .  
				
						
						
