[ ص: 411 ]    46 - قالوا : أحاديث متناقضة  
كتابة الأحاديث   
قالوا : رويتم عن  همام ،  عن   زيد بن أسلم ،  عن   عطاء بن يسار ،  عن   أبي سعيد الخدري  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :  لا تكتبوا عني شيئا سوى القرآن ، فمن كتب عني شيئا فليمحه  ، ثم رويتم عن   ابن جريج ،  عن  عطاء ،  عن  ابن عمرو  قال :  قلت يا رسول الله أقيد العلم قال : نعم قيل ، وما تقييده قال : كتابته     .  
ورويتم عن   حماد بن سلمة ،  عن  محمد بن إسحاق ،  عن   عمرو بن شعيب ،  عن أبيه ، عن جده قال :  قلت يا رسول الله ، أكتب كل ما أسمع منك ، قال : نعم . قلت في الرضا والغضب ؟ قال : نعم ، فإني لا أقول في ذلك كله إلا الحق .  قالوا : وهذا تناقض واختلاف .  
قال  أبو محمد     : ونحن نقول : إن في هذا معنيين :  
 [ ص: 412 ] أحدهما : أن يكون من منسوخ السنة بالسنة ، كأنه نهى في أول الأمر ، عن أن يكتب قوله ، ثم رأى بعد - لما علم أن السنن تكثر وتفوت الحفظ - أن تكتب وتقيد .  
والمعنى الآخر أن يكون خص بهذا   عبد الله بن عمرو ؛  لأنه كان قارئا للكتب المتقدمة ويكتب بالسريانية والعربية ، وكان غيره من الصحابة أميين لا يكتب منهم ، إلا الواحد والاثنان ، وإذا كتب لم يتقن ولم يصب التهجي فلما خشي عليهم الغلط فيما يكتبون نهاهم ولما أمن على   عبد الله بن عمرو  ذلك أذن له .  
قال  أبو محمد     : حدثنا   إسحاق بن راهويه  قال حدثنا   وهب بن جرير ،  عن أبيه ، عن   يونس بن عبيد ،  عن  الحسن ،  عن  عمرو بن تغلب ،  عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال :  من أشراط الساعة أن يفيض المال ويظهر القلم ويفشو التجار  قال :  عمرو  إن كنا لنلتمس في الحواء العظيم الكاتب ، ويبيع الرجل البيع فيقول حتى أستأمر تاجر بني فلان .  
				
						
						
