10595 - حدثنا أحمد بن رشدين ، ثنا أبو صالح الحراني ، سنة ثلاثة وعشرين ومائتين ، ثنا حيان بن عبيد الله بن زهير المصري أبو زهير منذ ستين سنة قال : سألت عن قوله الضحاك بن مزاحم ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ، وعن قوله إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، وعن قوله إنا كل شيء خلقناه بقدر ، فقال : قال : " ابن عباس ، وعظم القلم ما بين السماء والأرض ، فقال القلم : بم يا رب أجري ؟ قال : بما أنا خالق ، وكان في خلقي من قطر ، أو نبات ، أو نفس ، أو أثر ، يعني به العمل أو الرزق أو الأجل ، فجرى القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة ، فأثبته الله في الكتاب المكنون عنده تحت العرش ، وأما قوله إن الله عز وجل خلق العرش فاستوى عليه ، ثم خلق القلم فأمره ليجري بإذنه إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ، فإن الله وكل ملائكة يستنسخون من ذلك الكتاب كل عام في رمضان - ليلة القدر - ما يكون في الأرض من حدث إلى مثلها من السنة المقبلة ، يتعارضون به حفظة الله على العباد كل عشية خميس ، فيجدون ما رفع الحفظة موافقا لما في كتابهم ذلك ، ليس فيه زيادة ولا نقصان ، وأما قوله إنا كل شيء خلقناه بقدر ، فإن الله خلق لكل شيء ما يشاكله من خلقه ، وما يصلحه من رزقه ، وخلق البعير خلقا ، لا يصلح شيئا من خلقه على غيره من الدواب ، وكذلك كل شيء من خلقه ، وخلق لدواب البر وطيرها من الرزق ما يصلحها في البر ، وخلق لدواب البحر وطيرها من الرزق ما يصلحها في البحر ، فذلك قوله إنا كل شيء خلقناه بقدر " .