[ ص: 249 ]
ألا من مبلغ حسان عني مغلغلة تدب إلى عكاظ أليس أبوك قينا كان فينا
إلى القينات فسلا في الحفاظ يمانيا يظل يشب كيرا
وينفخ دائبا لهب الشواظ
يضيء كضوء سراج السليط لم يجعل الله فيه نحاسا
كأن النصل والفوقين منه خلال الريش سيط به مشيج
أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها وإن شمرت عن ساقها الحرب شمرا
حفد الولائد حولهن وألقيت بأكفهن أزمة الأحمال
فإن تسألينا مم نحن فإننا عصافير من هذا الأنام المسحر
بعيد من الآفات لست لها بأهل ولكن المسيء هو المليم
الفارج الهم مبذول عساكره كما يفرج ضوء الظلمة الفلق
قليل الأسى فيما أتى الدهر دونه كريم النثا حلو الشمائل معجب
وما المرء إلا كالشهاب وضوؤه يحور رمادا بعد إذ هو ساطع
فإن يقبض عليك أبو قبيس تحط بك المنية في هوان
وتخضب لحية غدرت وخانت بأحمر من نجيع الجوف آن
لا تزجروا مكفهر الأكفاء له كالليل يخلط أصراما بأصرام
كأنما جل ما قالوا وما وعدوا آل تضمنه من دامس غسق
قال : صدقت ، فأخبرني عن قول الله عز وجل وكان الله على كل شيء مقيتا ما المقيت ؟ قال : قادر ، قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، أما سمعت قول امرئ القيس :
وذي ضغن كففت الضغن عنه وإني في مساءته مقيت
عسعس حتى لو يشاء ادنا كان لنا من ضوء نوره مقبس
وإني زعيم إن رجعت مملكا بسير ترى منه الفرانق أزورا
قد كنت تحسبني كأغنى وافد قدم المدينة عن زراعة فوم
لا يزجر الطير إن مرت به سنحا ولا يقام له قدح بأزلام
نزل الشيب بالشمال قريبا والمرورات دائيا وحقيرا
لقد عرفت ربيعة في جذام وكعب خالها وابنا ضرار
لقد نازعتم حسبا قديما وقد سجرت بحارهم بحاري
قال : صدقت ، فأخبرني عن قول الله عز وجل والسماء ذات الحبك ، ما الحبك ؟ قال : ذات الطرائق ، قال : وهل كانت العرب تعرف ذلك قبل أن ينزل الكتاب على محمد صلى الله عليه وسلم ؟ قال : نعم ، أما [ ص: 254 ] سمعت قول زهير بن أبي سلمى :
مكلل بأصول النجم تنسجه ريح الشمال لضاحي مائه حبك
إلى ملك يضرب الدارعي ن لم ينقص الشيب منه قبالا
ترفع بجدك إني امرؤ سقتني الأعادي سجالا سجالا
أمن ذكر ليلى إن نأت غربة بها أعد حريضا للكرا محرم
بعثت عاد لقيما وأبا سعد مريدا
قيل قم فانظر إليهم ثم دع عنك السمودا
إن لنا قلائصا نقائقا مستوسقات لو يجدن سائقا
ألا بكر الناعي بخيري بني أسد بعمرو بن مسعود وبالسيد الصمد
وإن مقامنا ندعو عليهم بأبطح ذي المجاز له أثام
فإن تك كاظما بمصاب شاس فإني اليوم منطلق لساني
فإن سمعتم بحبل هابط سرفا أو بطن قوم فأخفوا الركز واكتتموا
نحسهم بالبيض حتى كأنما نفلق منهم بالجماجم حنظلا
يا جارتا بيني فإنك طالقه كذاك أمور الناس غاد وطارقه
فبيني حصان الفرج غير ذميمة وما موقة منا كما أنت وامقة
وبيني فإن البين خير من العصا وإن لا تزالي فوق رأسك بارقه
فأبانها بثلاث تطليقات " .
[ ص: 257 ]