10628  - حدثنا  علي بن عبد العزيز  ، ثنا  حجاج بن المنهال  ، ثنا  حماد بن سلمة  ، عن أبي غانم الغنوي  ، عن أبي الطفيل  قال : قلت  لابن عباس   : يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد رمل بالبيت  ؛ فإن ذلك سنة ، قال : صدقوا وكذبوا ، قلت : ما صدقوا ، وما كذبوا ؟ قال : صدقوا إنه قد رمل ، وكذبوا ليست بسنة ، إن قريشا  قالت : دعوا محمدا وأصحابه من الحديبية حتى يموتوا موت النغف ، فلما صالحوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يجيئوا من العام المقبل فيقيموا بمكة ثلاثة أيام ، فقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من العام المقبل ، والمشركون من قبل قعيقعان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه : " ارملوا بالبيت " ، وليست بسنة ، قلت : يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم طاف بين الصفا  والمروة  على بعير  ، وأن ذلك سنة ، قال : صدقوا وكذبوا ، قال : قلت : ما صدقوا ، وما كذبوا ؟ قال : صدقوا ، قد طاف على بعير ، وكذبوا ليست بسنة ؛ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدفع عنه الناس ولا يضربوا عنه ، فطاف على بعير ليسمعوا كلامه ويروا مكانه ، ولا تناله أيديهم ، قلت : يزعم قومك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سعى بين الصفا والمروة  ، وأن ذلك سنة ، قال : صدقوا ، إن إبراهيم  عليه السلام لما أمر بالمناسك اعترض عليه الشيطان عند المسعى ، فسابقه فسبقه إبراهيم  عليه السلام ،  [ ص: 269 ] ثم ذهب به جبريل   عليه السلام إلى جمرة العقبة ، فعرض له الشيطان ، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، وعرض عند الجمرة الوسطى ، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم تله للجبين وعلى إسماعيل قميص أبيض ، فقال له : يا أبه ، إنه ليس قميص فكفني فيه ، والتفت إبراهيم  عليه السلام ، فإذا هو بكبش أعين أبيض أقرن ، فذبحه ، ثم ذهب به جبريل  عليه السلام إلى الجمرة القصوى ، فعرض له الشيطان ، فرماه بسبع حصيات حتى ذهب ، ثم ذهب به إلى منى  فقال : هذا المشعر الحرام ، ثم ذهب به إلى عرفة  ، فقال  ابن عباس   : هل تدري لم سميت عرفة ؟  قلت : لم سميت عرفة ؟  قال : إن جبريل  عليه السلام قال : هل عرفت ؟ قال : نعم ، ثم قال  ابن عباس   : هل تدري كيف كانت التلبية ؟  قلت : وكيف كانت التلبية ؟ قال : إن إبراهيم  صلى الله عليه وسلم لما أن أمر أن يؤذن في الناس بالحج خفضت له الجبال رءوسها ، رفعت له القرى فأذن في الناس  . 
				
						
						
