( 120 ) حدثنا أحمد بن زهير التستري ، ثنا محمد بن سهل بن [ ص: 62 ] عسكر ، ثنا عبد الرزاق ، أنا ، عن جعفر بن سليمان ، لا أعلمه إلا عن أبي عمران الجوني ، قال : " أنس بن مالك وهب بن عمير شهد أحدا كافرا فأصابته جراحة فكان في القتلى ، فمر به رجل من الأنصار فعرفه فوضع سيفه في بطنه حتى خرج من ظهره ، ثم تركه فلما دخل الليل وأصابه البرد لحق بمكة ، فبرأ فاجتمع هو في وصفوان بن أمية الحجر فقال وهب : لولا عيالي ودين علي لأحببت أن أكون أنا الذي أقتل محمدا فقال له صفوان : فكيف تصنع ؟ فقال : أنا رجل جواد لا ألحق آتيه فأغتره ثم أضربه بالسيف فألحق بالخيل ولا يلحقني أحد ، فقال له صفوان : فعيالك مع عيالي ودينك علي فخرج يشحذ سيفه وسمه ، ثم خرج إلى المدينة لا يريد إلا قتل النبي صلى الله عليه وسلم ، فلما قدم المدينة رآه فهانه ذلك وشق عليه فقال لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم : إني رأيت عمر بن الخطاب وهبا فرابني قدومه ، وهو رجل غادر فأطيفوا نبيكم ، فأطاف المسلمون بالنبي صلى الله عليه وسلم ، فجاء وهب فوقف على النبي صلى الله عليه وسلم فقال : محمد ، قال : " قد أبدلنا الله خيرا منها " قال : عهدي بك تحدث بها وأنت معجب فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " ما أقدمك ؟ " قال : جئت أفدي أساراكم ، قال : " ما بال السيف ؟ " قال : أما إنا قد حملناه يوم أنعم صباحا يا بدر فلم نفلح ولم ننجح ، قال : " فما شيء قلت لصفوان في الحجر : لولا عيالي ودين علي لكنت أنا الذي أقتل محمدا بنفسي " فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم خبره ، فقال وهب هاه ، كيف قلت : فأعاد عليه ، قال وهب : قد كنت تخبرنا خبر أهل الأرض فنكذبك فأراك تخبر خبر أهل السماء ، أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله ، قال : يا رسول الله ، أعطني عمامتك ، فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عمامته ، ثم خرج إلى مكة فقال عمر : لقد قدم وإنه لأبغض إلي من الخنزير ثم رجع وهو أحب إلي من بعض ولدي كان