أبو حرب بن أبي الأسود الدؤلي ، عن عمران بن حصين
( 558 ) حدثنا محمد بن شعيب الأصبهاني ، ثنا عبد الرحمن بن سلمة الرازي ، ثنا ، قال : قال أبو زهير عبد الرحمن بن مغراء : تذاكرنا البر عند المفضل بن فضالة أبي حرب بن أبي الأسود ، أبو حرب : تذاكرنا البر عند فقال عمران بن حصين ، : تذاكرنا البر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنشأ يحدثنا فقال : " إنه كان فيما قبلكم من الأمم رجل متعبد صاحب صومعة يقال له عمران بن حصين جريج ، وكانت له أم ، وكانت تأتيه فتناديه ، فيشرف عليها فيكلمها ، فأتته يوما وهو في صلاته مقبل عليها ، فنادته ، فحكاها رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ووضع يده على جبهته ، فجعلت تناديه رافعة رأسها ، واضعة يدها على جبهتها : أي جريج ، أي جريج ثلاث مرات ، كل مرة ثلاث مرات ، كل ذلك يقول جريج : أي رب ، أمي أو صلاتي ، فغضبت فقالت : اللهم لا يموتن جريج حتى ينظر في وجوه المومسات ، قال : وبلغت بنت ملك القرية ، فحملت [ ص: 225 ] فولدت غلاما ، فقالوا لها : من فعل هذا بك ؟ من صاحبك ؟ قالت : هو صاحب الصومعة جريج ، فما شعر حتى سمع بالفئوس في أصل صومعته ، فجعل يسألهم : ويلكم ما لكم ؟ فلم يجيبوه ، فلما رأى ذلك أخذ الحبل ، فتدلى ، فجعلوا يجرون أنفه ، ويضربونه ويقولون : مراء تخادع الناس بعملك ، قال لهم : ويلكم ما لكم ؟ قالوا : أنت صاحب بنت الملك التي أحبلتها ؟ قال : فما فعلت ؟ قالوا : ولدت غلاما ، قال : الغلام حي هو ؟ قالوا : نعم ، قال : فتولوا عني ، فتولوا ، فصلى ركعتين ، ثم انتهى ، ثم مشى إلى شجرة فأخذ منها غصنا ثم أتى بالغلام وهو في مهده ، فضربه بذلك الغصن ، وقال : يا طاغية من أبوك ؟ قال : أبي فلان الراعي ، قالوا : إن شئت بنينا لك صومعتك بذهب ، وإن شئت بفضة ، قال : أعيدوها كما كانت " ، فزعم أبو حرب أنه لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة : " عيسى ابن مريم ، وشاهد يوسف ، جريج وصاحب " . قال