[ ص: 253 ] ( 568 ) حدثنا ، عبد الله بن أحمد بن حنبل ، قالا : ثنا وجعفر بن محمد الفريابي زكريا بن يحيى الرياشي ، ثنا عبد الله بن عيسى الخزاز ، ثنا ، عن يونس بن عبيد عكرمة ، عن أنه سمع ابن عباس ، يقول : عمر بن الخطاب أبا بكر في المسجد فقال له : " ما أخرجك هذه الساعة ؟ " ، قال : أخرجني الذي أخرجك يا رسول الله وجاء فقال : " يا عمر بن الخطاب ، ابن الخطاب ما أخرجك ؟ " ، قال : أخرجني الذي أخرجكما ، فقعد عمر فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدثهما ، ثم قال : " فيكما من قوة تنطلقان إلى هذا النخل فتصيبان طعاما وشرابا وطلاء " ، قلنا : نعم ، قال : " مروا بنا إلى منزل " ، فتقدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، بين أيدينا فسلم واستأذن ثلاث مرات ، أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري وأم الهيثم من وراء الباب تسمع سلامه تريد أن يزيدها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، من السلام ، فلما أراد أن ينصرف خرجت أم الهيثم تسعى خلفهم ، فقالت : يا رسول الله قد والله سمعت تسليمك ، ولكني أردت أن تزيدنا من سلامك ، قال لها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيرا ، ثم قال : " أين أبو الهيثم ؟ " ، فقالت : يا رسول الله [ ص: 254 ] هو قريب ، ذهب يستعذب لنا من الماء ، ادخلوا ، فإنه يأتي الساعة إن شاء الله " ، فبسطت لهم بساطا تحت الشجرة ، وجاء أبو الهيثم ففرح بهم وقرت عيناه بهم ، وصعد على نخلة فصرم لهم أعذاقا ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " احتسب يا أبا الهيثم " ، فقال : " ، فقام يا رسول الله تأكلون من بسره ومن رطبه ومن تذنوبه ، ثم أتاهم بماء فشربوا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " هذا من النعيم الذي تسألون عنه أبو الهيثم ليذبح لهم شاة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إياك واللبون " ، وقامت أم الهيثم تعجن وتخبز لهم ، ووضع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر وعمر - رضي الله عنهما - رءوسهم للقائلة فأيقظوا وقد أدرك طعامهم ، فوضع الطعام بين أيديهم ، فأكلوا وشبعوا ورد عليهم أبو الهيثم بقية الأعذاق ، فأكلوا من رطبه وتذنوبه ، فسلم عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ودعا لهم بخير . خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الظهر فوجد