(  228  ) حدثنا عبدان بن أحمد  ، ثنا معاوية بن عمران الجرمي  ، ثنا أنس بن سوار  ، عن  أيوب السختياني  ، عن أبي قلابة  ، عن يزيد بن عميرة الهمداني  ، حدثني  معاذ بن جبل  في وصيته التي توفي فيها ، جعل يصغي إليه أحيانا ، ثم يفيق حتى غشي عليه غشية رهبنا أن يكون قبض ، قال : فأفاق وأنا مقابله أبكي ، قال : ما يبكيك ؟ قلت : والله ما أبكي على دنيا أنالها منك ، ولا نسب بيني وبينك ، ولكن أبكي على ما كنت أسمع منك تذهب الآن ، قال : لا تبك ، إن العلم والإيمان شأنهما : من ابتغاهما وجدهما ، ابتغوا العلم حيث ابتغاه إبراهيم  ، فإنه سأل الله ولم يكن نسيا ، وابتغوه بعدي عند أربعة نفر ، فإن لم تجدوه عندهم فشاموا الناس ، اطلبوا العلم عند  عبد الله بن مسعود  ،  وأبي الدرداء  ، وسلمان  ،  وعبد الله بن سلام   ، وإياك وزيغة الحكيم ، فإن الشيطان يلقي الحكمة الضالة على لسان الرجل الحكيم ، فخذ العلم إذا جاءك ، قال : فقلت  لمعاذ بن جبل   : كيف بي أن أعلم زيغة الحكيم ، وحكم المنافق ؟ فقال : إن الحق نور ، وإياك وتقضيب الأمور ، وإن رجالا من أصحاب محمد  صلى الله عليه وسلم قالوا يوما : إن أبناءنا خير منا ، ولدوا على الإسلام ولم يشركوا ، وقد كنا أشركنا ، فبلغ ذلك رسول  [ ص: 116 ] الله صلى الله عليه وسلم فقال : " نحن خير من أبنائنا ، وبنونا خير من أبنائهم ، وأبناء بنينا خير من أبناء أبنائهم "  . 
				
						
						
