( 236 ) حدثنا ، ثنا علي بن عبد العزيز أحمد بن محمد بن أيوب ، [ ص: 89 ] ثنا إبراهيم بن سعد ، عن محمد بن إسحاق ، حدثني يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير ، عن أبيه ، عن جدته ، قالت : أسماء بنت أبي بكر بذي طوى ، قال أبو قحافة لابنة له من أصغر ولده : أي بنية أظهريني على أبي قبيس ، قالت : وقد كف بصره ، قالت : فأشرفت به عليه فقال : يا بني ماذا ترى ؟ قالت : أرى سوادا مجتمعا ، قال : تلك الخيل ، قالت : وأرى رجلا يسعى بين ذلك السواد مقبلا ومدبرا ، قالت : ذاك يا بني الوازع - يعني الذي يأمر الخيل - فأسرعي بي إلى بيتي ، قالت : وتلقاه الخيل قبل أن يصل إليه ، قالت : وفي عنق الجارية طوق لها من ورق ، فتلقاها رجل فاقتلعها من عنقها ، فلما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة ، ودخل المسجد ، أبو بكر بأبيه يقوده ، فلما رآه رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " ألا تركت الشيخ في بيته حتى أكون أنا آتيه " فقال أبو بكر : يا رسول الله ، هو أحق أن يمشي إليك ، فأجلسه بين يديه ، ثم مسح صدره وقال له : " أسلم " وكأن رأسه ثغامة ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " غيروا هذا من شعره " ، ثم قام أتاه أبو بكر فأخذ بيد أخته ، قال : أنشد بالله وبالإسلام طوق أختي ، فلم يجبه أحد ، فقال : يا أخية احتسبي طوقك فوالله إن الأمانة اليوم في الناس قليلة لما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم