3430 - حدثنا محمد بن عبدة المصيصي ، ثنا ، ثنا أبو توبة الربيع بن نافع ، عن معاوية بن سلام زيد بن سلام ، عن أبي سلام ، حدثني الحارث الأشعري يحيى بن زكريا بخمس كلمات يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، فكان يبطئ ، فقال له عيسى : إنك أمرت بخمس كلمات تعمل بهن وتأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن ، فإما تأمرهم بهن ، وإما أن أقوم أنا فآمرهم بهن . قال يحيى : إنك إن سبقتني بهن خفت أن أعذب أو يخسف بي ، [ ص: 288 ] فجمع بني إسرائيل في بيت المقدس حتى امتلأ المسجد وحتى جلس الناس على الشرفات ، فوعظ الناس ثم قال : إن الله أمرني بخمس كلمات أن أعمل بهن وآمركم أن تعملوا بهن .
أولهن : أن لا تشركوا بالله شيئا ، فإن من أشرك بالله شيئا فمثله كمثل رجل اشترى عبدا من خالص ماله بذهب أو ورق ، فقال : هذه داري وعملي فأد عملك ، فجعل يعمل ويؤدي عمله إلى غير سيده ، فأيكم يحب أن يكون له عبد كذلك يؤدي عمله إلى غير سيده ، . وإن الله عز وجل هو خلقكم ورزقكم فلا تشركوا بالله شيئا
وإن الله أمركم بالصلاة ، فإذا نصبتم وجوهكم فلا تلتفتوا ، فإن الله عز وجل ينصب وجهه لوجه عبده إذا قام يصلي ، فلا يصرف وجهه عنه حتى يكون العبد هو يصرف .
وأمركم بالصيام ، فإن مثل الصائم مثل رجل معه صرة مسك فهو في عصابة ليس مع أحد منهم مسك غيره ، كلهم يشتهي أن يجد ريحها ، وإن ريح فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك .
وأمركم بالصدقة ، فإن مثلها كمثل رجل أخذه العدو فأسروه فشدوا يده إلى عنقه فقدموه ليضربوا عنقه ، فقال : لا تقتلوني ، فإني أفدي نفسي منكم بكذا وكذا من المال ، فأرسلوه ، فجعل يجمع لهم حتى فدى نفسه ، فكذلك الصدقة يفتدي بها العبد نفسه من عذاب الله .
وأمركم بكثرة ذكر الله ، وإن مثل ذلك كمثل رجل ظلمه العدو فانطلقوا في طلبه سراعا ، وانطلق حتى أتى حصنا حصينا فأحرز نفسه فيه ، وكذلك مثل الشيطان لا يحرز العباد أنفسهم منه إلا بذكر الله " . أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله عز وجل أمر
. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وأنا آمركم بخمس كلمات أمرني الله بهن : الجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله ، فمن خرج من الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يراجع ، [ ص: 289 ] ومن دعا دعوة جاهلية فإنه من جثاء جهنم " . قيل : يا رسول الله ، وإن صلى وصام ؟ قال : " نعم ، وإن صلى وصام ، فادعوا بدعوى الله التي سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله "