[ ص: 62 ] ومما أسند رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق
43 - حدثنا أبو الزنباع روح بن الفرج المصري ، ثنا ، حدثني سعيد بن عفير علوان بن داود البجلي ، عن حميد بن عبد الرحمن بن حميد بن عبد الرحمن بن عوف ، عن ، عن صالح بن كيسان ، عن أبيه ، قال : دخلت على حميد بن عبد الرحمن بن عوف أبي بكر - رضي الله عنه - ، أعوده في مرضه الذي توفي فيه ، فسلمت عليه وسألته كيف أصبحت ؟ ، فاستوى جالسا ، فقلت : أصبحت بحمد الله بارئا ، فقال : " أما إني على ما ترى وجع ، وجعلتم لي شغلا مع وجعي ، جعلت لكم عهدا من بعدي ، واخترت لكم خيركم في نفسي ، فكلكم ورم لذلك أنفه رجاء أن يكون الأمر له ، ورأيت الدنيا قد أقبلت ، ولما تقبل وهي جائية ، وستنجدون بيوتكم بسور الحرير ، ونضائد الديباج ، وتألمون ضجائع الصوف الأذري ، كأن أحدكم على حسك السعدان ، ووالله لأن يقدم أحدكم فيضرب عنقه ، - في غير حد - خير له من أن يسيح في غمرة الدنيا " ثم قال : " أما إني لا آسى على شيء ، إلا على ثلاث فعلتهن ، وددت أني لم أفعلهن ، وثلاث لم أفعلهن وددت أني فعلتهن ، وثلاث وددت أني سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عنهن ، فأما الثلاث اللاتي وددت أني لم أفعلهن : فوددت أني لم أكن كشفت بيت فاطمة وتركته ، وأن أغلق علي الحرب ، سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين : أبي عبيدة أو عمر ، فكان أمير المؤمنين ، وكنت وزيرا ، ووددت أني حيث كنت وجهت ووددت أني يوم إلى أهل الردة ، أقمت خالد بن الوليد بذي القصة ، فإن ظفر المسلمون ظفروا ، وإلا كنت ردءا أو مددا ، وأما اللاتي وددت أني فعلتها : فوددت أني يوم أتيت بالأشعث أسيرا ضربت [ ص: 63 ] عنقه ، فإنه يخيل إلي أنه لا يكون شر إلا طار إليه ، ووددت أني يوم أتيت بالفجاة السلمي لم أكن أحرقه ، وقتلته سريحا ، أو أطلقته نجيحا ، ووددت أني حيث وجهت إلى خالد بن الوليد الشام وجهت عمر إلى العراق فأكون قد بسطت يدي يميني وشمالي في سبيل الله - عز وجل - ، وأما الثلاث اللاتي وددت أني سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : عنهن ، فوددت أني كنت سألته فيمن هذا الأمر ؟ فلا ينازعه أهله ، ووددت أني كنت سألته هل للأنصار في هذا الأمر سبب ؟ ووددت أني سألته عن العمة وبنت الأخ ، فإن في نفسي منهما حاجة " .