[ ص: 94 ] 580 - سهل ابن الحنظلية الأنصاري " من بني حارثة ، يقال : الحنظلية أمه ، واسم أبيه : عفيف ، كان ينزل الشام بدمشق " .
5616 - حدثنا ، ثنا علي بن عبد العزيز أبو نعيم ، ثنا ، أخبرني هشام بن سعد قيس بن بشر الثعلبي ، قال : كان أبي جليسا لأبي الدرداء بدمشق ، فأخبرني أنه ابن الحنظلية ، وكان رجلا متوحدا ، قلما يجالس الناس ، إنما هو صلاة ، فإذا انصرف فإنما هو تسبيح وتهليل وتكبير ، حتى يأتي أهله ، فمر بنا يوما ونحن عند فسلم ، فقال له أبي الدرداء : كلمة تنفعنا الله ولا تضرك ، فقال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية فقدمت ، فجاء رجل فجلس في المجلس الذي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال لرجل إلى جنبه : أبو الدرداء ؟ قال : ما أراه إلا قد أبطل أجره ، قال آخر : ما أرى بأسا ، فتنازعوا في ذلك ، حتى سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " سبحان الله ، لا بأس أن يؤجر ، ويحمد لو رأيتنا حين لقينا العدو ، وطعن فلان فلانا ، فقال : خذها ، وأنا الغلام الغفاري كيف ترى " ، قال : فسر بذلك كان رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقال له : ، وجعل يقول : أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : فجعل يقول : نعم ، حتى إني لأقول وهو يرفع إليه رأسه : ليركبن على ركبتيه . أبو الدرداء
فمر بنا يوما آخر ، فسلم فقال : كلمة تنفعنا ولا تضرك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبو الدرداء إن المنفق على الخيل في سبيل الله كالباسط يديه بالصدقة ، ولا يقبضها " .
قال : فمر بنا يوما آخر ، فسلم فقال له : كلمة تنفعنا ولا تضرك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبو الدرداء خريم الأسدي ، لولا طول جمته ، وإسبال إزاره " ، فبلغ ذلك نعم الرجل خريما ، فأخذ [ ص: 95 ] شفرة ، فقطع جمته إلى أذنيه ، ورفع إزاره إلى أنصاف ساقيه .
قال : ثم مر بنا يوما آخر ، فسلم فقال له : كلمة تنفعنا ولا تضرك ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أبو الدرداء إن الله لا يحب الفحش ولا التفحش " . إنكم قادمون غدا على إخوانكم ، فأصلحوا حالكم ، وأصلحوا لباسكم ، حتى تكونوا كالشامة في الناس ،