7262 - حدثنا ، ثنا بكر بن أحمد بن مقبل عبد الله بن شبيب ، ثنا يعقوب بن محمد الزهري ، ثنا مجاشع بن عمرو الأسدي ، حدثني ، عن ليث بن سعد ، عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن بن نوفل ، عن عروة بن الزبير ، - رضي الله عنه - عن معاوية بن أبي سفيان ، أن أبي سفيان بن حرب كان أمية بن أبي الصلت بغزة - أو قال : بإيليا - فلما قفلنا ، قال لي أمية : يا أبا سفيان ، إن نتقدم عن الرفقة ، فنتحدث ؟ قلت : نعم . قال : ففعلنا فقال لي : يا أبا سفيان ، أيهن عن عتبة بن ربيعة ؟ قلت : أيهن عن عتبة بن ربيعة ؟ قال : كريم الطرفين ، ويجتنب المظالم والمحارم ؟ قلت : نعم . قال : وشريف مسن ؟ قلت : وشريف مسن . قال : السن والشرف أزريا به ، فقلت له : كذبت ، ما ازداد سنا إلا ازداد شرفا ، قال : يا أبا سفيان ، إنها لكلمة ما سمعت أحدا يقولها لي منذ تنصرت لا تعجل علي حتى [ ص: 6 ] أخبرك . قال : هات ، قال : إني كنت أجد في كتبي نبيا يبعث من حرتنا هذه فكنت أظن ، بل كنت لا أشك أني هو ، فلما دارست أهل العلم إذا هو من بني عبد مناف فنظرت في بني عبد مناف ، فلم أجد أحدا يصلح لهذا الأمر غير عتبة بن ربيعة ، فلما أخبرتني بسنه عرفت أنه ليس به حين جاوز الأربعين ، ولم يوح إليه ، قال أبو سفيان : فضرب الدهر من ضربه ، وأوحي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرجت في ركب من قريش أريد اليمن في تجارة ، فمررت بأمية بن أبي الصلت ، فقلت له كالمستهزئ به : يا أمية ، قد خرج النبي الذي كنت تنتظر ، قال : أما إنه حق فاتبعه . قلت : ما يمنعك من اتباعه ؟ قال : ما يمنعني من اتباعه إلا الاستحياء من نسيات ثقيف ، إني كنت أحدثهن أني هو ، ثم يرينني تابعا لغلام من بني عبد مناف ! !
ثم قال أمية : وكأني يا أبا سفيان إن خالفته قد ربطت كما يربط الجدي حتى يؤتى بك إليه فيحكم فيك ما يريد " .