7319 - حدثنا ، عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ، عن ثابت البناني ، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى صهيب قال : " . كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى العصر همس - والهمس في قول بعضهم يحرك شفتيه كأنه يتكلم بشيء - فقيل له : يا نبي الله ، إنك إذا صليت العصر همست ؟ فقال : " إن نبيا من الأنبياء كان أعجب بأمته ، فقال : من يقوم لهؤلاء ؟ فأوحى الله عز وجل إليه أن خيرهم بين أن أنتقم منهم ، وبين أن أسلط عليهم عدوهم فاختاروا النقمة ، فسلط عليهم الموت ، فمات منهم في يوم سبعون ألفا
قال : فكان إذا حدث بهذا الحديث حدث بهذا الحديث الآخر قال : " ، فإني أخاف أن أموت ، فينقطع منكم هذا العلم ، ولا يكون فيكم من يعلمه ، فنظروا له غلاما على ما وصف ، وأمروه أن يحضر ذلك الكاهن ، وأن يختلف إليه قال : وكان على طريق الغلام راهب في صومعة قال كان ملك من الملوك ، وكان لذلك الملك كاهن يتكهن له ، [ ص: 42 ] فقال ذلك الكاهن : انظروا لي غلاما فطنا ، أو قال : لقنا أعلمه علمي هذا معمر : وأحسب أن أصحاب الصوامع كانوا يومئذ مسلمين ، فجعل الغلام يسأل ذلك الراهب كلما مر به عن دينه حتى أخبره ، فقال : إنما أعبد الله ، وجعل الغلام يمكث عند الراهب ، ويبطئ على الكاهن ، فأرسل الكاهن إلى أهل الغلام أنه لا يكاد يحضرني ، فأخبر الغلام الراهب بذلك ، فقال له الراهب : إذا قال لك الكاهن : أين كنت ؟ فقل : عند أهلي ، وإذا قال لك أهلك : أين كنت ؟ فقل : عند الكاهن ، فبينما الغلام على ذلك إذ مر بجماعة من الناس كثيرة قد حبستهم دابة ، فقال بعضهم : إن تلك الدابة كانت الأسد ، فأخذ الغلام حجرا فقال : اللهم إن كان ما يقول الراهب حقا ، فأسألك أن أقتل هذه الدابة ، وإن كان ما يقول الكاهن حقا أن لا أقتلها ، ثم رماها فقتل الدابة ، فقال الناس : من قتلها ؟ فقالوا : الغلام . ففزع الناس إليه ، وقالوا : قد علم هذا الغلام علما لم يعلمه أحد ، فسمع به أعمى فجاءه .
فقال له الأعمى : إن أنت رددت علي بصري ، فإن لك كذا وكذا ، فقال له الغلام : لا أريد منك هذا ، ولكن أرأيت إن رجع إليك بصرك أتؤمن بالذي رده عليك ؟ قال : نعم ، فدعا الله عز وجل ، فرد عليه بصره ، فآمن الأعمى . فبلغ الملك أمرهم ، فبعث إليهم فأتي بهم ، فقال : لاقتلن كل واحد منكم قتلة لا أقتلها صاحبها . فأمر بالراهب وبالرجل الذي كان أعمى فوضع المنشار على مفرق أحدهما ، فقتل وقتل الآخر بقتلة أخرى ، ثم أمر بالغلام ، فقال : انطلقوا به إلى جبل كذا وكذا ، فألقوه من رأسه ، فلما انطلقوا به إلى ذلك الجبل ، وانتهوا إلى المكان الذي أرادوا [ ص: 43 ] جعلوا يتهافتون من الجبل ، ويتردون منه حتى لم يبق إلا الغلام ، ثم رجع الغلام فأمر به الملك ، فقال : انطلقوا به إلى البحر فألقوه فيه ، فانطلقوا به إلى البحر ، فغرق الله الذين كانوا معه ، وأنجاه الله عز وجل ، فقال الغلام : إنك لن تقتلني حتى تصلبني ، ثم ترميني ، وتقول إذا رميتني : بسم الله رب هذا الغلام - أو قال : بسم الله رب الغلام - فأمر به فصلب ، ثم قال : بسم الله رب الغلام ، فوضع الغلام يده على صدغه ، ثم مات ، فقال الناس : لقد علم هذا الغلام علما ما علمه أحد ، فإنا نؤمن برب هذا الغلام ، فقيل للملك : أجزعت أن خالفك ثلاثة ؟ فهذا الناس كلهم قد خالفوك ، فخد أخدودا ألقى فيها الحطب والنار ، ثم جمع الناس ، ثم قال : من رجع إلى دينه تركناه ، ومن لم يرجع ألقيناه في هذه النار فجعل يلقيهم في تلك الأخدود " ، فذلك قوله عز وجل : قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود حتى بلغ العزيز الحميد فذكر أن الغلام أخرج في زمان عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - واضعا يده على صدغه ، كما وضعها حين قتل .