7897 - حدثنا أحمد بن الحسين الحذاء ، ثنا إسماعيل بن عبيد بن أبي كريمة ، ثنا ، عن محمد بن سلمة أبي عبد الرحيم ، عن أبي عبد الملك ، عن القاسم ، عن أبي أمامة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " خيبر ، فإن الله فاتحها عليكم إن شاء الله ، ولا يخرجن معي ضعيف ولا مضعف " . فانطلق إلى أمه ، فقال : جهزيني ، فإن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد أمرنا بالجهاز للغزو ، فقالت : تنطلق وتتركني ، وقد علمت أني ما أدخل المرفق ، إلا وأنت معي ، فقال : ما كنت لأتخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخرجت ثديها فناشدته بما رضع من لبنها ، فأتت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سرا فأخبرته ، فقال : " انطلقي فقد كفيت " . فأتاه أبو هريرة ، فأعرض عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، قد أرى إعراضك عني لا أرى ذلك إلا لشيء بلغك ، قال : " أنت الذي تناشدك أمك ، وأخرجت ثديها تناشدك بما رضعت من لبنها ، فلم تفعل ، أيحسب أحدكم إذا كان عند أبويه أو أحدهما أن ليس في سبيل الله ؟ بلى هو في سبيل الله إذا برهما وأدى حقهما " قال أبو هريرة : " لقد مكثت بعد ذلك سنتين ما أغزو حتى [ ص: 229 ] ماتت " . وخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أبو هريرة المدينة ليلا ، فسار معه فتى من بني عامر على بكر له صعب ، فجلس يسير ، فجفل من ناحية الطريق والناس ، فوقع بعيره في حرق ، فصاح يا لعامر ، فارتقس هو وبعيره ، فجاء قومه فاحتملوه ، وسار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أتى خيبر ، فنزل عليها فدعا الطفيل بن عامر بن الحارث الخزاعي ، فقال : " انطلق إلى قومك فاستمدهم على أهل هذه القرية الظالم أهلها ، فإن الله سيفتحها عليكم إن شاء الله " . قال الطفيل : يا رسول الله ، تبعدني منك ، والله لأن أموت ، وأنا منك قريب أحب إلي من الحياة وأنا منك بعيد ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إنه لا بد مما لا بد منه " فانطلق فقال : يا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي لا ألقاك ، فزودني شيئا أعيش به قال : " أتملك لسانك ؟ " قال : فماذا أملك إذا لم أملك لساني ؟ قال : " أتملك يدك ؟ " قال : فماذا أملك إذا لم أملك يدي ؟ قال : " فلا تقل بلسانك إلا معروفا ، ولا تبسط يدك إلا إلى خير " . تجهزوا إلى هذه القرية الظالم أهلها يعني