1417 حدثنا أحمد قال : حدثنا علي بن قرة بن حبيب قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أبو كعب صاحب الحرير قال : سألت [ ص: 234 ] النضر بن أنس فقلت : المدينة . فقال :
قال أنس : احفظوا هذا فإنه من كنز الحديث . قال : غزا النبي صلى الله عليه وسلم ، فسار ذلك اليوم إلى الليل . فلما كان الليل نزل وعسكر الناس حوله ، ونام هو وأبو طلحة زوج أم أنس ، وفلان وفلان ، أربعة ، فتوسد النبي صلى الله عليه وسلم يد راحلته . ثم نام ونام الأربعة إلى جنبه ، فلما ذهب عتمة من الليل رفعوا رءوسهم ، فلم يجدوا النبي صلى الله عليه وسلم عند راحلته ، فذهبوا يلتمسون النبي صلى الله عليه وسلم حتى يلقوه مقبلا ، فقالوا : جعلنا الله فداك ، أين كنت ؟ فإنا فزعنا لك إذ لم نرك . فقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : " كنت نائما حيث رأيتم ، فسمعت في نومي دويا كدوي الرحا ، أو هزيزا كهزيز الرحا ، ففزعت في منامي ، فوثبت ، فمضيت ، فاستقبلني جبريل عليه السلام ، فقال : يا محمد ، إن الله عز وجل بعثني إليك الساعة لأخيرك ، فاختر : إما أن يدخل نصف أمتك الجنة ، وإما الشفاعة يوم القيامة . فاخترت الشفاعة لأمتي " . فقال النفر الأربع : يا نبي الله ، اجعلنا ممن تشفع لهم ، فقال : " وجبت لكم " ، ثم أقبل النبي صلى الله عليه وسلم والأربعة ، حتى استقبله عشرة ، فقالوا : أين نبينا نبي الرحمة ؟ قال : فحدثهم بالذي حدث القوم ، فقالوا : جعلنا الله فداك ، اجعلنا ممن تشفع لهم يوم القيامة . فقال : " وجبت لكم " ، فجاءوا جميعا إلى عظم الناس ، [ ص: 235 ] فنادوا في الناس : هذا نبينا نبي الرحمة ، فحدثهم بالذي حدث القوم ، فنادوا بأجمعهم : أن جعلنا الله فداك ، اجعلنا ممن تشفع لهم يوم القيامة . فنادى ثلاثا : " " . إني أشهد الله وأشهد من سمع أن شفاعتي لمن يموت لا يشرك بالله عز وجل شيئا حدثني بحديث ، ينفعني الله عز وجل به ، فقال : نعم ، أحدثك بحديث كتب إلينا فيه من
" لم يرو هذا الحديث عن أبي كعب إلا ، تفرد به : قرة بن حبيب علي بن قرة " .