4668 ـ حدثنا أبو زرعة  قال : حدثنا أبو الجماهر  قال : حدثنا  الهيثم بن حميد  قال : حدثني حفص بن غيلان  ، عن  عطاء بن أبي رباح  قال : كنت عند عبد الله بن عمر  ، فقال : كنت عاشر عشرة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم    : أبو بكر  ، وعمر  ، وعثمان  ، وعلي  ،  وابن مسعود  ، وابن جبل  ، وحذيفة  ، وابن عوف  ،  وأبو سعيد الخدري  ، وأنا ، فجاء فتى من الأنصار  ، فسلم ، ثم جلس ، فقال : يا رسول الله ، أي المؤمنين أفضل  ؟ فقال : " أحسنهم خلقا " قال : فأي المؤمنين أكيس  ؟ قال : " أكثرهم للموت ذكرا ، وأحسنهم استعدادا قبل أن ينزل به ، أولئك هم الأكياس " . ثم سكت الفتى ، فأقبل علينا النبي صلى الله عليه وسلم فقال : " يا معشر المهاجرين  ، خصال خمس إن ابتليتم بهن ونزلن بكم  ، وأعوذ بالله أن تدركوهن : لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا ظهر فيهم الطاعون    [ ص: 341 ] والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا ، ولن ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين ، وشدة المؤنة ، وجور السلطان عليهم ، ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا ، ولن ينقضوا عهد الله ورسوله إلا سلط الله عليهم عدوهم ، ثم غزوهم وأخذوا بعض ما كان في أيديهم ، وما لم يحكموا بكتاب الله إلا جعل الله بأسهم بينهم ، ثم أمر  عبد الرحمن بن عوف  فتجهز لسرية بعثه عليها ، فأصبح قد اعتم بعمامة كرابيس سوداء ، فأتاه النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم نقضها ، فعممه وأرسل من خلفه أربع أصابع أو نحوها ، ثم قال : " هكذا يا ابن عوف  فاعتم ، فإنه أعرف وأحسن " ، ثم أمر بلالا  ، فدفع إليه اللواء ، فحمد الله ، وصلى على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : " خذ ابن عوف  ، فاغزوا جميعا في سبيل الله ، قاتلوا من كفر بالله ، لا تغدروا ، ولا تمثلوا  ، فهذا عهد الله وسنة نبيكم فيكم "   . 
				
						
						
