25 - 34 - 10 - ( باب في سرية إلى نجد )
10351 - أبي حدرد الأسلمي أنه ذكر أنه ، فقال : " كم أصدقت ؟ " قال : قلت : مائتي درهم ، فقال : " لو كنتم تغرفون الدراهم من واديكم هذا ما زدتم ، ما عندي ما أعطيك " . فمكثت ثم دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعثني في سرية ، فبعثنا نحو تزوج امرأة فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعينه في صداقها نجد ، فقال : " اخرج في هذه السرية لعلك أن تصيب شيئا فأنفلكه " .
قال : فخرجنا حتى جئنا الحاضر ممسين ، قال : فلما ذهبت فحمة العشاء بعثنا أميرنا رجلين رجلين ، قال : فأحطنا بالعسكر ، وقال : إذا كبرت وحملت فكبروا واحملوا ، وقال حين بعثنا رجلين رجلين : لا تفترقا ، ولا أسألن واحدا منكما عن خبر صاحبه فلا أجد عنده ، ولا تمعنوا في الطلب .
قال : فلما أردنا أن نحمل سمعت [ ص: 207 ] رجلا من الحاضر صرخ يا خضرة ، قال : فتفاءلت بأنا سنصيب منهم خضرة ، قال : فلما أعتمنا كبر أميرنا وكبرنا وحملنا ، قال : فمر بي رجل في يده السيف واتبعته ، قال : فقال لي صاحبي : إن أميرنا قد عهد إلينا ألا تمعنوا في الطلب فارجع ، فلما أبيت إلا أتبعه ، قال : والله لأرجعن إليه ولأخبرنه أنك أبيت ، قال : فقلت : والله لأتبعنه ، فاتبعته حتى إذا دنوت منه رميته بسهم على جريداء متنه فوقع ، فقال : ادن يا مسلم إلى الجنة ، فلما رآني لا أدنو إليه ، وضربته بسهم آخر فأثخنته ، رماني بالسيف فأخطأني ، فأخذت السيف فقتلته به ، واحتززت به رأسه ، وشددنا فأخذنا نعما كثيرة وغنما ، قال : ثم انصرفنا .
قال : فأصبحت فإذا بعيري مقطور عليه امرأة جميلة شابة ، قال : فجعلت تلتفت خلفها فتكثر ، فقلت لها : إلى أين تلتفتين ؟ قالت : إلى رجل والله إن كان حيا خالطكم ، قال : قلت وظننت أنه صاحبي الذي قتلت : قد والله قتلته وهذا سيفه وهو معلق بقتب البعير الذي أنا عليه ، قال : وغمد السيف ليس فيه شيء معلق بقتب بعيرها فلما قلت لها ذلك قالت : فدونك هذا الغمد فشمه فيه إن كنت صادقا ، قال : فأخذته فشمته فيه قطيفة فلما رأت ذلك بكت . قال : فقدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني من تلك النعم التي قدمنا بها . عن
رواه أحمد ، وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات .