الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            25 - 34 - 10 - ( باب في سرية إلى نجد )

                                                                                            10351 - عن أبي حدرد الأسلمي أنه ذكر أنه تزوج امرأة فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - يستعينه في صداقها ، فقال : " كم أصدقت ؟ " قال : قلت : مائتي درهم ، فقال : " لو كنتم تغرفون الدراهم من واديكم هذا ما زدتم ، ما عندي ما أعطيك " . فمكثت ثم دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبعثني في سرية ، فبعثنا نحو نجد ، فقال : " اخرج في هذه السرية لعلك أن تصيب شيئا فأنفلكه " .

                                                                                            قال : فخرجنا حتى جئنا الحاضر ممسين ، قال : فلما ذهبت فحمة العشاء بعثنا أميرنا رجلين رجلين ، قال : فأحطنا بالعسكر ، وقال : إذا كبرت وحملت فكبروا واحملوا ، وقال حين بعثنا رجلين رجلين : لا تفترقا ، ولا أسألن واحدا منكما عن خبر صاحبه فلا أجد عنده ، ولا تمعنوا في الطلب .

                                                                                            قال : فلما أردنا أن نحمل سمعت [ ص: 207 ] رجلا من الحاضر صرخ يا خضرة ، قال : فتفاءلت بأنا سنصيب منهم خضرة ، قال : فلما أعتمنا كبر أميرنا وكبرنا وحملنا ، قال : فمر بي رجل في يده السيف واتبعته ، قال : فقال لي صاحبي : إن أميرنا قد عهد إلينا ألا تمعنوا في الطلب فارجع ، فلما أبيت إلا أتبعه ، قال : والله لأرجعن إليه ولأخبرنه أنك أبيت ، قال : فقلت : والله لأتبعنه ، فاتبعته حتى إذا دنوت منه رميته بسهم على جريداء متنه فوقع ، فقال : ادن يا مسلم إلى الجنة ، فلما رآني لا أدنو إليه ، وضربته بسهم آخر فأثخنته ، رماني بالسيف فأخطأني ، فأخذت السيف فقتلته به ، واحتززت به رأسه ، وشددنا فأخذنا نعما كثيرة وغنما ، قال : ثم انصرفنا .

                                                                                            قال : فأصبحت فإذا بعيري مقطور عليه امرأة جميلة شابة ، قال : فجعلت تلتفت خلفها فتكثر ، فقلت لها : إلى أين تلتفتين ؟ قالت : إلى رجل والله إن كان حيا خالطكم ، قال : قلت وظننت أنه صاحبي الذي قتلت : قد والله قتلته وهذا سيفه وهو معلق بقتب البعير الذي أنا عليه ، قال : وغمد السيف ليس فيه شيء معلق بقتب بعيرها فلما قلت لها ذلك قالت : فدونك هذا الغمد فشمه فيه إن كنت صادقا ، قال : فأخذته فشمته فيه قطيفة فلما رأت ذلك بكت . قال : فقدمنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأعطاني من تلك النعم التي قدمنا بها
                                                                                            .

                                                                                            رواه أحمد ، وفيه راو لم يسم ، وبقية رجاله ثقات .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية