قال : حدثني علي بن عبد العزيز قال : حدثني الزبير بن بكار عمر بن أبي بكر الموصلي قال : أبو هالة مالك بن زرارة من بني نباش بن زرارة .
قال : سمعت علي بن عبد العزيز أبا عبيد يقول : قوله : فخما : الفخامة نبله وامتلاؤه مع الجمال والمهابة . والمربوع : الذي بين الطويل والقصير . والمشذب : المفرط [ ص: 276 ] في الطول وكذلك هو في كل شيء قال جرير : ألوى بها شذب العروق مشذب فكأنما وكيب على طربال وقوله : رجل الشعر : الذي ليس بالسبط الذي لا تكسر فيه . والقطط : الشديد الجعودة يقول : فيه جعودة بين هذين . والعقيصة : الشعر المعقوص وهو نحو من المضفور ، ومنه قول عمر : من عقص أو ضفر فعليه الحلق . وقوله : أزج الحاجبين سوابغ : الزجج في الحواجب أن يكون فيها تقوس مع طول في أطرافها وهو السبوغ ، قال جميل بن معمر :
إذا ما الغانيات برزن يوما وزججن الحواجب والعيونا
قوله : في غير قرن : فالقرن التقاء الحاجبين حتى يتصلا فليس هو كذلك ولكن بينهما فرجة ، يقال للرجل إذا كان كذلك : أبلج ، وذكر أن العرب تستحب هذا . وقوله : بينهما عرق يدره الغضب ، يقول : إذا غضب در العرق الذي بين الحاجبين . ودروره : غلظه ونتوؤه وامتلاؤه . وقوله : أقنى العرنين : يعني الأنف ، والقنا أن يكون فيه دقة مع ارتفاع في قصبته يقال منه : رجل أقن وامرأة قنواء . والأشم : أن يكون الأنف دقيقا لا قنا فيه . وقوله : كث اللحية ، الكثوثة : أن تكون اللحية غير رقيقة ولا طويلة ولكن فيها كثاثة من غير عظم ولا طول . وقوله : ضليع الفم : أحسبه يعني : حدة الشفتين . وقوله : أشنب الأشنب هو الذي في أسنانه رقة وتحديد ، يقال منه : رجل أشنب وامرأة شنباء ومنه قول الأصمعي : ذي الرمةلمياء في شفتيها حدة لعس وفي اللثات وفي أنيابها شنب
الآن لما ابيض مسربتي وعضضت من نابي على جذمي
جواعل في البرى قصبا خدالا
أراد بالبرى : الأسورة والخلاخل وقوله : شثن الكفين والقدمين : يريد أن فيهما بعض الغلظ . والأخمص من القدم في باطنها ما بين صدرها وعقبها وهو الذي لا يلصق بالأرض من القدمين في الوطء ، قال الأعشى يصف امرأة بإبطاء في المشي :كأن أخمصها بالشوك منتعل
وقوله : خمصان : يعني أن ذلك الموضع من قدميه فيه تجاف عن الأرض وارتفاع ، وهو مأخوذ من خموصة البطن ، وهي ضمره ، يقال منه : رجل خمصان وامرأة خمصانة . وقوله : مسيح القدمين : يعني أنهما ملسان ، وأنه ليس في ظهورهما تكسر ولهذا قال : ينبو عنهما الماء : يعني أنه لا ثبات للماء عليهما . وقوله : إذا خطا تكفأ : يعني التمايل ، أخذه من تكفؤ السفن . وقوله : ذريع المشية : يعني واسع الخطا . كأنما ينحط في صبب : أراه يريد أنه مقبل على ما بين يديه ، غاض بصره لا يرفعه إلى السماء ، وكذلك يكون المنحط ، ثم فسره فقال : خافض الطرف نظره إلى الأرض أكثر من نظره إلى السماء . وقوله : إذا التفت التفت جميعا : يريد أنه لا يلوي عنقه دون جسده فإن في هذا بعض الخفة والطيش . وقوله : دمث : هو اللين السهل ، ومنه قيل للرمل : دمث ، ومنه حديثه أنه أراد يبول فمال إلى دمث . وقوله : إذا غضب أعرض وأشاح : والإشاحة : الحد ، وقد يكون الحذر . وقوله : يفتر ، عن حب مثل حب الغمام : أراد البرد شبه به بياض أسنانه ، قال جرير :يجري السواك على أغر كأنه برد تحدر من متون غمام
قال أبو عبيد : حدثنا أبو إسماعيل المؤدب ، عن مجالد ، عن قال : الشعبي ابن الزبير إنما نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشعر إذا أبنت فيه النساء أو تروزئت فيه الأموال . وقوله : لا تنثى فلتاته : الفلتات : السقطات لا يتحدث بها . يقال : نثوت أنثو والاسم منه النثا ، وهذه الهاء التي في فلتاته راجعة على المجلس ، ألا ترى أن صدر الكلام أنه سأله عن مجلسه ، وقال أيضا : أنه لم يكن لمجلسه فلتات يحتاج أحد أن يحكيها ، فلتاته : يريد فلتات المجلس لا يتحدث بها بعضهم عن بعض . رواه كان رجال في المسجد يتناشدون الشعر فأقبل ابن الزبير فقال في حرم الله وعند بيت الله تتناشدون الشعر ؟ ! فقال رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - : إنه ليس بك بأس يا ، وفيه من لم يسم . الطبراني