14165 - وعن قال : جابر بن عبد الله " . قالها ثلاث مرات ، ثم قال : " شأنك بابنك ليس عليه ، فلن يعود إليه شيء مما كان يصيبه " . ثم خرجنا فنزلنا منزلا اخس عدو الله وأنا رسول الله صحراء ديمومة ، ليس فيها شجرة فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لجابر : " يا جابر ، انطلق فانظر لي مكانا " - يعني للوضوء - فانطلقت فلم أجد إلا شجرتين متفرقتين ، لو إنهما اجتمعتا سترتاه . فرجعت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقلت : يا رسول الله ، لم أجد إلا شجرتين متفرقتين لو أنهما اجتمعتا سترتاك ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " انطلق إليهما فقل لهما : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لكما : اجتمعا " . فخرجت فقلت لهما ، فاجتمعتا حتى كأنهما في أصل واحد ، ثم رجعت فأخبرت النبي - صلى الله عليه وسلم - فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قضى حاجته ، ثم رجع فقال : " ائتهما فقل لهما : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لكما : ارجعا كما أنتما " . فرجعتا . فنزلنا في واد من أودية بني [ ص: 8 ] محارب ، فعرض له رجل من بني محارب يقال له : غورث بن الحارث ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - متقلد السيف . فقال : يا محمد ، أعطني سيفك هذا ، فسله وناوله إياه ، فهزه ونظر إليه ساعة ، ثم أقبل على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : يا محمد ما يمنعك مني ؟ قال : " الله يمنعني منك " . فارتعدت يده حتى سقط السيف من يده ، فتناوله النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : " يا غورث ، من يمنعك مني ؟ " . قال : لا أحد بأبي أنت . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " اللهم اكفنا غورث وقومه " .
ثم أقبلنا راجعين ، فجاء رجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - بعش طير يحمله ، فيه فراخ ، وأبواها يتبعانه ويقعان على يد الرجل ، فأقبل النبي - صلى الله عليه وسلم - على من كان معه فقال : " أتعجبون بفعل هذين الطيرين بفراخهما ؟ والذي بعثني بالحق لله أرحم بعباده من هذين الطيرين بفراخهما " . ثم أقبلنا راجعين ، حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت لنا الأعرابية - التي جاءت بابنها - بوطب من لبن وشاة ، فأهدته له . فقال : " ما فعل ابنك ؟ هل أصابه شيء مما كان يصيبه ؟ " . قالت : والذي بعثك بالحق ما أصابه شيء مما كان يصيبه . وقبل هديتها .
وأقبلنا ، حتى إذا كنا بمهبط من الحرة أقبل جمل يرقل فقال : " أتدرون ما قال هذا الجمل ؟ " . قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " هذا جمل جاءني يستعديني على سيده ; يزعم أنه كان يحرث عليه منذ سنين ، حتى إذا أجربه وأعجفه وكبر سنه أراد أن ينحره ، اذهب يا جابر إلى صاحبه فائت به " . فقلت : يا رسول الله ، ما أعرف صاحبه . قال : " إنه سيدلك عليه " . قال : فخرج بين يديه معنقا حتى وقف بي في مجلس بني خطمة ، فقلت : أين رب هذا الجمل ؟ قالوا : هذا جمل فلان بن فلان ، فجئته ، فقلت : أجب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فخرج معي حتى جاء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " جملك يستعدي عليك ، زعم أنك حرثت عليه زمانا حتى أجربته ، وأعجفته وكبر سنه ، أردت أن تنحره ؟ " . فقال : والذي بعثك بالحق إن ذلك كذلك . فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " بعنيه " . قال : نعم يا رسول الله ، فابتاعه منه ، ثم سيبه في الشجر حتى نصب سناما ، فكان إذا اعتل على بعض المهاجرين أو الأنصار من نواضحهم شيء أعطاه اياه ، فمكث بذلك زمانا . خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة ذات الرقاع ، حتى إذا كنا بحرة واقم عرضت امرأة بدوية بابن لها ، فجاءت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت : يا رسول الله ، هذا ابني قد غلبني عليه الشيطان . فقال : " أدنيه مني " . فأدنته منه قال : " افتحي فمه " . ففتحته ، فبصق فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : "
قال محمد بن طلحة : كانت غزوة ذات الرقاع تسمى غزوة الأعاجيب .
قلت : في الصحيح بعضه .
رواه في الأوسط ، الطبراني باختصار كثير ، وفيه والبزار عبد الحكيم [ ص: 9 ] بن سفيان ، ذكره ولم يجرحه أحد ، وبقية رجاله ثقات . ابن أبي حاتم