36 - 52 - باب في حديث جابر في قصة بعيره .
وقد تقدم حديث الحكم بن الحارث قبل هذا .
14175 - قال : جابر بن عبد الله لعائشة ، فقال لي : " ما لك يا فقدت جملي ليلة ، فمررت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يشد جابر ؟ " . فقلت : فقدت جملي أو ذهب جملي في ليلة ظلماء . قال : فقال لي : " هذا جملك اذهب فخذه " . قال : فذهبت نحو ما قال لي فلم أجده ، فرجعت إليه فقلت : بأبي وأمي يا نبي الله ما وجدته . قال : فقال لي : " هذا جملك اذهب فخذه " . قال : فذهبت نحو ما قال لي فلم أجده ، فرجعت إليه فقلت : بأبي وأمي يا نبي الله ، لا والله ما وجدته . قال : فقال لي : " على رسلك " . حتى إذا فرغ أخذ بيدي فانطلق بي حتى أتينا الجمل ، فدفعه إلي فقال : " هذا جملك " . قال : وقد سار الناس قال : فبينا أنا أسير على جملي في عقبتي وكان جملي فيه قطاف .
قال : فقلت : يا لهف أمي أن يكون لي إلا جمل قطوف . قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدي يسير . قال : فسمع ما قلت . قال : فلحق بي فقال : " ما قلت يا جابر قبل ؟ قال : فنسيت ما قلت . قال : قلت : ما قلت شيئا يا نبي الله . قال : فذكرت ما قلت . قال : قلت يا نبي الله : لهف أمي أن يكون لي إلا جمل قطوف . قال : فضرب النبي - صلى الله عليه وسلم - عجز الجمل بسوط أو بسوطي [ ص: 12 ] قال : فانطلق أوضع أو أسرع جمل ركبته قط ، هو ينازعني خطامه . قال : فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أنت بائعي جملك هذا ؟ " . قال : قلت : نعم . قال : " بكم ؟ " . قلت : بأوقية . قال : " بخ بخ كم في أوقية من ناضح وناضح " . قال : قلت : يا رسول الله ، ما بالمدينة ناضح أحب أنه لنا مكانه . قال : فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " قد أخذته بأوقية " . قال : فنزلت عن الرحل إلى الأرض . قال : قال : " ما شأنك ؟ " . قال : قلت : جملك . قال لي : " اركب جملك " . قال : قلت : ما هو بجملي ولكنه جملك . - قال : كنا نراجعه في الأمر مرتين ، فإذا أمرنا الثالثة لم نراجعه - . قال : فركبت الجمل حتى أتيت عمتي بالمدينة . قال : وقلت لها : ألم تري أني بعت ناضحنا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بأوقية ؟ قال : فما رأيتها أعجبها ذاك . قال : وكان ناضحا فارها . قال : ثم أخذت شيئا من خيط فأوخزته إياه ، ثم أخذت بخطامه فقدته إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فوجدت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مقاوما رجلا يكلمه ، قلت : دونك يا رسول الله جملك . فأخذ بخطامه ، ثم أمر بلالا قال : " زن لجابر أوقية وأوفه " . فانطلقت مع بلال فوزن لي أوقية ، وأوفى لي الوزن . قال : فرجعت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو قائم يحدث ذاك الرجل ، قلت : قد وزن لي أوقية وأوفاني .
قال : فبينا هو كذلك إذ ذهبت إلى بيتي ولا أشعر ، فنادى : " أين جابر ؟ " . قالوا : ذهب إلى أهله . قال : " أدركه فائتني به " . فأتى رسوله يسعى قال : يا جابر ، يدعوك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . قال : فأتيت قال : " خذ جملك " . قال : قلت : ما هو جملي إنما هو جملك يا رسول الله ! قال : " خذ جملك " . قال : قلت : ما هو جملي إنما هو جملك يا رسول الله ، . قال : " خذ جملك " . فأخذته ، فقال : " لعمري ما نفعناك لتنزل عنه " . قال : فجئت إلى عمتي بالناضح معي والأوقية . فقلت لها : ما ترين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أعطاني أوقية ، ورد علي الجمل . عن
قلت : هو في الصحيح باختصار .
رواه أحمد ، ورجاله رجال الصحيح غير نبيح العنزي وثقه . ابن حبان
قلت : وقد تقدم حديث جابر في قضاء دين أبيه بغير قصة الصحيح في قضاء الدين عن الميت .