15213 عن قال : ابن عباس فاطمة تذكر لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلا يذكرها أحد إلا صد عنه ، حتى يئسوا منها ، فلقي كانت سعد بن معاذ عليا ، فقال : إني والله ما أرى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحبسها إلا عليك . فقال له علي - رضي الله عنه - : فلم ترى ذلك ؟ [ فوالله ] ما أنا بأحد الرجلين : ما أنا بصاحب دنيا يلتمس ما عندي ، وقد علم ما لي صفراء ولا بيضاء ، وما أنا بالكافر الذي يترفق بها عن دينه ! - يعني يتألفه بها - إني لأول من أسلم ! فقال سعد : إني أعزم عليك لتفرجنها عني ; فإن لي في ذلك فرجا . قال : أقول ماذا ؟ قال : تقول : جئت خاطبا إلى الله وإلى رسوله - صلى الله عليه وسلم - . [ قال: فانطلق وهو ثقيل حصر ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " كأن لك حاجة يا علي " فقال : أجل جئتك خاطبا إلى الله وإلى رسول الله فاطمة بنت محمد ] فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " مرحبا " . كلمة ضعيفة . ثم رجع إلى فاطمة بنت محمد سعد ، فقال له : قد فعلت الذي أمرتني به ، فلم يزد علي أن رحب بي كلمة ضعيفة . فقال سعد : أنكحك والذي بعثه بالحق ، إنه لا خلف ، ولا كذب عنده ، أعزم عليك لتأتينه غدا ، فلتقولن : يا نبي الله ، متى تبنيني ؟ فقال علي : هذه أشد علي من الأولى ، أولا أقول يا رسول الله حاجتي ؟ قال : قل كما أمرتك ، فانطلق علي ، فقال : يا رسول الله ، متى تبنيني ؟ قال : " الليلة إن شاء الله " . ثم دعا بلالا ، فقال : " يا بلال ، إني قد زوجت ابنتي ابن عمي ، وأنا أحب أن يكون من سنة أمتي الطعام عند النكاح ، فائت الغنم ، فخذ شاة وأربعة أمداد ، واجعل لي قصعة أجمع عليها المهاجرين والأنصار ، فإذا فرغت فآذني " . فانطلق ففعل ما أمره به ، ثم أتاه بقصعة فوضعها بين يديه ، فطعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في رأسها ، وقال : " أدخل الناس علي [ ص: 208 ] زفة زفة ، ولا يغادرن زفة إلى غيرها " . - يعني إذا فرغت زفة فلا يعودون ثانية - . فجعل الناس يردون ، كلما فرغت زفة وردت أخرى ، حتى فرغ الناس . ثم عمد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى ما فضل منها ، فتفل فيه وبارك ، وقال : " يا بلال ، احملها إلى أمهاتك ، وقل لهن : كلن وأطعمن من غشيكن " . ثم قام النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى دخل على النساء ، فقال : " إني زوجت بنتي ابن عمي ، وقد علمتن منزلتها مني ، وأنا دافعها إليه فدونكن " . فقمن النساء فغلفنها من طيبهن ، وألبسنها من ثيابهن ، وحلينها من حليهن ، ثم إن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل ، فلما رأينه النساء ذهبن ، وبين النبي - صلى الله عليه وسلم - ستر ، وتخلفت - رضي الله عنها - فقال لها النبي - صلى الله عليه وسلم - : " على رسلك ، من أنت ؟ " . قالت : أنا التي أحرس ابنتك ، إن الفتاة ليلة بنائها لا بد لها من امرأة [ تكون ] قريبة منها ، إن عرضت لها حاجة أو أرادت أمرا أفضت بذلك إليها . قال : " فإني أسال إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك ، وعن يمينك وعن شمالك ، من الشيطان الرجيم " . ثم صرخ أسماء بنت عميس بفاطمة فأقبلت ، فلما رأت عليا جالسا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - [ حصرت ] بكت ، فخشي النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يكون بكاؤها أن عليا لا مال له ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " ما يبكيك ؟ ما ألوتك في نفسي ، وقد أصبت لك خير أهلي ، والذي نفسي بيده لقد زوجتك سعيدا في الدنيا ، وإنه في الآخرة لمن الصالحين " . فلان منها . فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - : " يا أسماء ، ائتيني بالمخضب [ فاملئيه ماء ] " . فأتت أسماء بالمخضب ، فمج النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه ، ومسح في وجهه وقدميه ، ثم دعا فاطمة ، فأخذ كفا من ماء فضرب به على رأسها ، وكفا بين ثدييها ، ثم رش جلده وجلدها ، ثم التزمها ، فقال : " اللهم إنها مني وإني منها ، اللهم كما أذهبت عني الرجس وطهرتني فطهرهما " . ثم دعا بمخضب آخر ، ثم دعا عليا ، فصنع به كما صنع بها ، ثم دعا له كما دعا لها ، ثم قال لهما : " قوما إلى بيتكما ، جمع الله بينكما [ وبارك ] في سركما ، وأصلح بالكما " . ثم قام وأغلق عليهما بابهما بيده .
قال - رضي الله عنهما - : فأخبرتني ابن عباس - رضي الله عنها - أنها رمقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لم يزل يدعو لهما خاصة ، لا يشركهما في دعائه أحدا حتى توارى في حجرته - صلى الله عليه وسلم - أسماء بنت عميس . رواه [ ص: 209 ] ، وفيه الطبراني يحيى بن العلاء ، وهو متروك .