4597 - وعن قيس بن عاصم المنقري قال : الحسن : يفعل والله ، فلما حضرت قيسا الوفاة قال : يا بني خذوا عني لا أحد أنصح لكم مني ، إذا أنا مت فسودوا أكبركم ولا تسودوا أصاغركم فتسفهكم الناس وتهونوا عليهم ، [ ص: 108 ] ، وإياكم والمسألة فإنها آخر كسب المرء [ إن أحدا لم يسأل إلا ترك كسبه ] ، فإذا أنا مت فلا تنوحوا علي ; فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان وعليكم بإصلاح المال فإنه منبهة للكريم ، ويستغنى به عن اللئيم ، وكفنوني في ثيابي التي كنت أصلي فيها وأصوم ، فإذا دفنتموني فلا تدفنوني في موضع يطلع عليه أحد ، فإنه قد كان بيني وبين ينهى عن النياحة بكر بن وائل خماشات في الجاهلية ، فأخاف أن ينبشوني فيصنعون في ذلك ما يذهب فيه دينكم ودنياكم . قال الحسن رحمه الله : نصح لهم في الحياة ، ونصح لهم في الممات . قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رآني سمعته يقول : " هذا سيد أهل الوبر " . قال : فلما نزلت أتيته فجعلت أحدثه ، قلت : يا رسول الله ، المال الذي لا يكون علي فيه تبعة من ضيف ضافني وعيال كثرت علي ؟ قال : " نعم المال الأربعون ، والأكثر الستون ، وويل لأصحاب المئين إلا من أعطى في رسلها ، ونجدتها ، وأفقر ظهرها ، ونحر سمينها ، فأطعم القانع والمعتر " . قال : قلت : يا نبي الله ، ما أكرم هذه الأخلاق وأحسنها ، يا نبي الله لا يحل بالوادي الذي أنا فيه لكثرة إبلي ، قال : " وكيف تصنع ؟ " قال : تغدو الإبل ويغدوا الناس ، فمن شاء أخذ برأس بعير فذهب به قال : " ما تفعل بإفقار الظهر ؟ " قلت : إني لا أفقر الصغير ولا الناب المدبرة . قال : " فمالك أحب إليك أم مال مواليك ؟ " . قلت : مالي أحب إلي من مال موالي . فقال : " فإن لك من مالك ما أكلت فأفنيت ، أو لبست فأبليت ، أو أعطيت فأمضيت ، وإلا فلمواليك " . فقلت : والله لأن بقيت لأفنين عددها . قال
قلت : له عند : لا تنوحوا علي ; فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينح عليه . النسائي
رواه في الكبير ، وفي الأوسط باختصار ، وفيه الطبراني زياد الخصاص ، وفيه كلام وقد وثق .