الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
[ ص: 317 ] ( وكل nindex.php?page=treesubj&link=24836_24838أرض فتحت عنوة فأقر أهلها عليها فهي أرض خراج ) وكذا إذا صالحهم لأن الحاجة إلى ابتداء التوظيف على الكافر والخراج أليق به ومكة مخصوصة من هذا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتحها عنوة وتركها لأهلها ولم يوظف الخراج . .
الحديث الثاني : روي { nindex.php?page=hadith&LINKID=66903أن رسول الله صلى الله عليه وسلم فتح مكة عنوة ، وتركها لأهلها ، ولم يوظف الخراج }; قلت : فيه أحاديث ، استدل بها العلماء على أن nindex.php?page=treesubj&link=25016مكة فتحت عنوة : منها ما أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=17080مسلم عن عبد الله بن رباح عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة أنه ذكر فتح مكة ، فقال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=66904أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى دخل مكة ، فبعث nindex.php?page=showalam&ids=15الزبير على إحدى المجنبتين ، وبعث nindex.php?page=showalam&ids=22خالدا على المجنبة الأخرى ، وبعث أبا عبيدة على الحسر ، وأخذوا بطن الوادي ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم في كتيبة ، قال : فنظر إلي وقال : يا nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة ، قلت : لبيك يا رسول الله ، قال : اهتف لي بالأنصار ، فلا يأتيني إلا أنصاري ، فهتف بهم ، فجاءوا ، فأطافوا برسول الله صلى الله عليه وسلم ووبشت قريش أوباشها ، فقال لهم : ألا ترون إلى أوباش قريش ، وأتباعهم ؟ ، ثم قال بيده فضرب إحداهما على الأخرى ، وقال : احصدوهم حصدا ، حتى توافوني بالصفا ، قال nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة : فانطلقنا ، فما شاء أحد منا أن يقتل من شاء منهم ، إلا قتله ، وما توجه أحد منهم إلينا شيئا ، وصعد رسول الله صلى الله عليه وسلم الصفا ، وجاءت الأنصار ، فأطافوا بالصفا ، فجاء [ ص: 318 ] nindex.php?page=showalam&ids=12026أبو سفيان ، فقال : يا رسول الله أبيدت خضراء قريش ، لا قريش بعد اليوم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من دخل دار nindex.php?page=showalam&ids=12026أبي سفيان فهو آمن ، ومن أغلق بابه فهو آمن ، فقالت الأنصار : أما الرجل ، فأخذته رأفة بعشيرته ، ورغبة في قرابته ، ونزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : قلتم : أما الرجل فأخذته رأفة بعشيرته ، ورغبة في قرابته ، كلا إني عبد الله ورسوله هاجرت إلى الله ، وإليكم ، فالمحيا محياكم والممات مماتكم ، قالوا : والله ما قلنا إلا ضنا بالله وبرسوله ، قال : فإن الله ورسوله يصدقانكم ويعذرانكم }انتهى .
ورواه nindex.php?page=showalam&ids=13053ابن حبان في " صحيحه " وقال : هذا أدل دليل على أن مكة فتحت عنوة لا صلحا انتهى .
{ حديث آخر } : أخرجه nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري ، nindex.php?page=showalam&ids=17080ومسلم عن { nindex.php?page=hadith&LINKID=66905أم هانئ أنها أجارت رجلا من المشركين يوم الفتح ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت ذلك له ، فقال : قد أجرنا من أجرت ، وأمنا من أمنت }انتهى . قال المنذري في " مختصره " : استدل بهذا الحديث على أن مكة فتحت عنوة إذ لو فتحت صلحا لوقع به الأمان العام ، ولم يحتج إلى أمان أم هانئ ، ولا تجديده من النبي صلى الله عليه وسلم انتهى .
{ حديث آخر } : أخرجاه أيضا في " الصحيحين " عن nindex.php?page=showalam&ids=233أبي سلمة عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : { nindex.php?page=hadith&LINKID=11290إن الله حبس عن مكة الفيل ، وسلط عليها رسوله والمؤمنين ، وأنها لا تحل لأحد بعدي ، وإنما أحلت لي ساعة من نهار }انتهى .
{ حديث آخر } : أخرجاه أيضا في " الصحيحين " عن أبي شريح عن { nindex.php?page=hadith&LINKID=66907النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الغد من يوم الفتح : إن مكة حرمها الله ، ولم يحرمها الناس ، فلا تحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دما ، ولا يعضد بها شجرا ، وإنما أذن لي فيها ساعة من نهار ، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس ، فليبلغ الشاهد الغائب }انتهى .