قال : ( وإن كان لم يكن ابنه أبدا وإن جحد العبد أن يكون ابنه ) وهذا عند الصبي في يد رجل فقال هو ابن عبدي فلان الغائب ، ثم قال : هو ابني ( وقالا : إذا جحد العبد فهو ابن المولى ) وعلى هذا الخلاف إذا أبي حنيفة . لهما : أن الإقرار ارتد برد العبد فصار كأن لم يكن الإقرار والإقرار بالنسب يرتد بالرد ، وإن كان لا يحتمل النقض ، ألا ترى أنه يعمل في الإكراه والهزل فصار كما إذا قال هو ابن فلان ولد على فراشه ثم ادعاه لنفسه يتحول الولاء إليه بخلاف ما إذا صدقه لأنه يدعي بعد ذلك نسبا ثابتا من الغير وبخلاف ما إذا لم يصدقه ولم [ ص: 187 ] يكذبه لأنه تعلق به حق المقر له على اعتبار تصديقه ، فيصير كولد الملاعنة فإنه لا يثبت نسبه من غير الملاعن لأن له أن يكذب نفسه . أقر المشتري على البائع بإعتاق المشتري فكذبه البائع ، ثم قال : أنا أعتقته رحمه الله : أن النسب مما لا يحتمل النقض بعد ثبوته والإقرار بمثله لا يرتد بالرد فبقي فتمتنع دعوته كمن ولأبي حنيفة ، وهذا لأنه تعلق به حق المقر له على اعتبار تصديقها حتى لو صدقه بعد التكذيب يثبت النسب منه ، وكذا تعلق به حق الولد فلا يرتد برد المقر له ، ومسألة الولاء على هذا الخلاف ، ولو سلم فالولاء قد يبطل باعتراض الأقوى كجر الولاء من جانب الأم إلى قوم الأب ، وقد اعترض على الولاء الموقوف ما هو أقوى ، وهو دعوى المشتري فيبطل به بخلاف النسب على ما مر ، وهذا يصلح مخرجا على أصله فيمن يبيع الولد ويخاف عليه الدعوة بعد ذلك فيقطع دعواه إقراره بالنسب لغيره . شهد على رجل بنسب صغير فردت شهادته لتهمته ثم ادعاه لنفسه