( وإذا نفر إلى مكة   نزل بالمحصب    ) وهو الأبطح  ، وهو اسم موضع قد نزل  [ ص: 182 ] به رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان نزوله قصدا هو الأصح حتى يكون النزول به سنة على ما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال لأصحابه { إنا نازلون غدا بالخيف خيف بني كنانة  حيث تقاسم المشركون فيه على شركهم   }يشير إلى عهدهم على هجران بني هاشم  فعرفنا أنه نزل به إراءة للمشركين لطيف صنع الله تعالى به فصار سنة كالرمل في الطواف .  [ ص: 183 ] قال : ( ثم دخل مكة  وطاف بالبيت سبعة أشواط لا يرمل فيها ، وهذا طواف الصدر ) ويسمى طواف الوداع  وطواف آخر عهده بالبيت لأنه يودع  [ ص: 184 ] البيت ويصدر به ( وهو واجب عندنا ) خلافا  للشافعي  لقوله عليه الصلاة والسلام { من حج هذا البيت فليكن آخر عهده بالبيت الطواف   }ورخص للنساء الحيض تركه ( إلا على أهل مكة    ) لأنهم لا يصدرون ولا يودعون ، ولا رمل فيه لما بينا أنه شرع مرة واحدة ويصلي ركعتي الطواف بعده لما قدمنا ( ثم يأتي زمزم ويشرب من مائها ) لما روي { أن النبي عليه الصلاة والسلام استقى دلوا بنفسه فشرب منه ، ثم أفرغ باقي الدلو في البئر   }( ويستحب أن يأتي الباب ويقبل العتبة ثم يأتي الملتزم ) وهو ما بين الحجر إلى الباب ( فيضع صدره ووجهه عليه  [ ص: 185 ] ويتشبث بالأستار ساعة ثم يعود إلى أهله ) هكذا روي أن النبي عليه الصلاة والسلام فعل بالملتزم ذلك ، قالوا : وينبغي أن ينصرف وهو يمشي وراءه ووجهه إلى البيت متباكيا متحسرا على فراق البيت حتى يخرج من المسجد ، فهذا بيان تمام الحج . 
     	
		
				
						
						
