وهذا  بيان أمور مفيدة   في ذلك :  
أحدها : ينبغي أن يكون اعتناؤه - من بين ما يلتبس - بضبط الملتبس من أسماء الناس أكثر ، فإنها لا تستدرك بالمعنى ، ولا يستدل عليها بما قبل ، وما بعد .   
الثاني : يستحب في الألفاظ المشكلة أن يكرر ضبطها ، بأن يضبطها في متن الكتاب ، ثم يكتبها قبالة ذلك في الحاشية مفردة مضبوطة ، فإن ذلك أبلغ في إبانتها ، وأبعد من التباسها ، وما ضبطه في أثناء الأسطر ربما داخله نقط غيره وشكله ، مما فوقه ، وتحته ، لا سيما عند دقة الخط ، وضيق الأسطر ، وبهذا جرى رسم جماعة من أهل الضبط ، والله أعلم .   
 [ ص: 185 ] الثالث : يكره الخط الدقيق من غير عذر يقتضيه .   
روينا  عن   حنبل بن إسحاق  قال : رآني   أحمد بن حنبل  ، وأنا أكتب خطا دقيقا ، فقال : " لا تفعل ، أحوج ما تكون إليه يخونك "     .  وبلغنا عن بعض المشايخ أنه كان إذا رأى خطا دقيقا قال : " هذا خط من لا يوقن بالخلف من الله " .   
والعذر في ذلك هو مثل أن لا يجد في الورق سعة ، أو يكون رحالا يحتاج إلى تدقيق الخط ، ليخف عليه محمل كتابه ، ونحو هذا ،  
[ والله أعلم ] .   
الرابع : يختار له في خطه التحقيق ، دون المشق والتعليق .   
بلغنا عن  ابن قتيبة  قال :  قال   عمر بن الخطاب  رضي الله عنه : " شر الكتابة المشق ، وشر القراءة الهذرمة ، وأجود الخط أبينه "  ، والله أعلم .   
				
						
						
