[ ص: 5 ]    "  من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين     " [ حديث شريف ]  
بسم الله الرحمن الرحيم  
مقدمة المؤلف  
الحمد لله على جزيل نعمائه ، أحمده على جليل آلائه ، وأشكره على جميل بلائه ، وأشهد - أن لا إله إلا هو شهادة أعدها ليوم لقائه ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله سيد رسله ، وخاتم أنبيائه - صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأصفيائه - وأحمده على أن جعلني ممن سلك سنن سنته واقتفاه ، وورد شريعة شرعه فرواه ، حمد من غمرته نعمه وعمته عطاياه .  
وبعد : فقد رغب إلي من وجب جوابه علي أن أجمع له مختصرا في الفقه على مذهب الإمام الأعظم   أبي حنيفة النعمان     - رضي الله عنه وأرضاه - مقتصرا فيه على مذهبه ، معتمدا فيه على فتواه ، فجمعت له هذا المختصر كما طلبه وتوخاه ، وسميته : المختار للفتوى لأنه اختاره أكثر الفقهاء وارتضاه .  
ولما حفظه جماعة من الفقهاء واشتهر ، وشاع ذكره بينهم وانتشر ، طلب مني بعض أولاد بني أخي النجباء أن أرمزه رموزا يعرف بها مذاهب بقية الفقهاء ، لتكثر فائدته ، وتعم عائدته ، فأجبته إلى طلبه ، وبادرت إلى تحصيل بغيته بعد أن استعنت بالله وتوكلت عليه واستخرته وفوضت أمري إليه ، وجعلت لكل اسم من أسماء الفقهاء حرفا يدل عليه من حروف الهجاء وهي :  
لأبي يوسف     ( س )  ولمحمد     ( م ) ولهما ( سم )  ولزفر     ( ز )   وللشافعي     ( ف ) والله سبحانه وتعالى أسأل أن يوفقني لإتمامه ، ويختم لي بالسعادة عند اختتامه إنه ولي ذلك والقادر عليه ، وهو حسبي ونعم الوكيل .  
     	
		 [ ص: 5 ] 
 
				 
				
 
						 
						

 
					 
					