مسألة
قال ابن أبي زيد في " جامع المختصر " : قال مالك : الإيمان عمل ، وقول يزيد [ ص: 242 ] وينقص ، وعنه : دع الكلام في نقصانه خوفا من الذريعة من قول الخوارج بإحباط الإيمان بالذنوب .
تنبيه : الجمهور على أن إذا فسر بعمل الجوارح ، أما اعتقاد القلب ، وتصديقه فلا ; لأنه إن وجد فقد آمن ، وإلا فهو كافر ، والحق أن الجميع قابل للزيادة والنقصان ، أما الأعمال فظاهر ، وأما ما في القلب فباعتبار زمانه ، ومكانه ، ومتعلقه ، أما زمانه ، فلأنه عرض لا يبقى زمانين ، فإذا طال زمانه ، وعدم طريان الغفلة عليه فقد زاد وإلا نقص ، وأما مكانه فلأن النفس ذات جواهر يمكن أن يقوم بجوهرين إيمانان ، وبثلاثة ، فيزيد ، وينقص ، ويكون الجميع متعلقا بشيء واحد ، فإن اجتماع الأمثال في التعلق دون المحل ليس محالا ، وأما متعلقه ، فإن الإنسان بعد إيمانه المعتبر إذا تجدد له العلم بآية ، أو خبر ، أو صفة من صفات الله تعالى تجدد له بها إيمان . الإيمان إنما يوصف بالزيادة والنقصان