مسألة
من الوقاية ; لأن طاعة الله تقي عذابه كاتقاء السهم بالترس ، والتقي جمعه تقاة ، واختلف العلماء في حقيقتها شرعا ، فقال أهل الحق : هي اجتناب الكبائر والصغائر ; لأن في الجميع عقوبة ، وقالت التقوى المعتزلة : هي اجتناب الكبائر فقط ، لقوله تعالى : ( إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم ) ، وإذا كانت الكبائر يقينا اجتنابها عذاب الصغائر لم يكن اجتناب الصغيرة تقوى ; لأنه لا يحسن فيمن بينه وبين السهام جدار أن يقال : اتقى السهام بترسه ، وجوابه : أن الصغيرة فيها التعزير ، والذم عاجلا ، والعقوبة آجلا ، فاجتناب الكبيرة إنما يقي العقوبة الآجلة ، وبقي التعزير والذم فيدفعان باجتناب الصغيرة ، فصح أن اجتنابها تقوى شرعية ، ودل على هذا أيضا قوله عليه السلام : " " . أن تحفظ الرأس وما وعى ، والبطن وما حوى ، وأن تذكر المقابر والبلا