مسألة
تقدم أن المدرك إنما هو المثل ، وبه خرج الجواب عن كون رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى في الآن الواحد في مكانين ، فأجاب الصوفية بأنه عليه السلام كالشمس ترى في أماكن عدة ، وهي واحدة وهو باطل ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يراه زيد في بيته ، ويراه الآخر بمحلته داخل بيته ، أو في مسجده ، والشمس لا ترى إلا في مكان واحد ، ولو رئيت في بيت إنسان لما رئيت في بيت آخر في ذلك الزمان ، فظهر أن الحق ما يقوله العلماء ، وهو أن المدرك المثل لا نفس الحقيقة ، وأنه معنى قوله عليه السلام : " . من رأى مثالي فقد رأى مثالي حقا ، فإن الشيطان لا يتمثل بمثالي " ، وأن الخبر إنما يشهد بعصمة المثال عن الشيطان ، ونص من رآني فقد رآني حقا ، فإن الشيطان لا يتمثل بي الكرماني في كتابه الكبير في تفسير المنام : أن الرسل ، والكتب المنزلة ، والملائكة ، والسحب أيضا كذلك ، وما عداه من المثل يمكن أن تكون حقا ، ويمكن أن تكون من قبل الشيطان .