الفصل الثاني : في : التواتر
وهو مأخوذ من مجيء الواحد بعد الواحد بفترة بينهما ، وفي الاصطلاح خبر أقوام عن أمر محسوس يستحيل تواطؤهم على الكذب عادة .
وأكثر العقلاء على أنه مفيد للعلم في الماضيات ، والحاضرات .
والسمنية : أنكروا العلم ، واعترفوا بالظن ، ومنهم من اعترف به في الحاضرات فقط .
[ ص: 119 ] والعلم الحاصل منه ضروري عند الجمهور خلافا لأبي الحسين البصري ، ، وإمام الحرمين ، والغزالي والمرتضي .
والأربعة لا تفيد العلم ، قاله القاضي أبو بكر ، وتوقف في الخمسة .
قال الإمام فخر الدين : والحق أن عددهم غير محصور خلافا لمن حصرهم في اثني عشر عدة نقباء موسى عليه السلام ، أو عشرين عند أبي الهذيل لقوله تعالى : ( إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مائتين ) . أو أربعين لقوله تعالى : ( يا أيها النبي حسبك الله ومن اتبعك من المؤمنين ) . وكانوا حينئذ أربعين ، أو سبعين عدد المختارين من قوم موسى عليه السلام ، أو ثلاثمائة عدد أهل بدر ، أو عشرة عدد بيعة الرضوان .
وهو ، وهو : أن تقع الشركة بين ذلك العدد في اللفظ المروي . ينقسم إلى اللفظي
، وهو : وقوع الاشتراك في معنى عام كشجاعة والمعنوي علي ، وسخاء حاتم .
وشرطه على الإطلاق إن كان المخبر لنا غير المباشر - استواء الطرفين والواسطة ، وإن كان المباشر ، فيكون المخبر عنه محسوسا ، فإن الإخبار عن العقليات لا يحصل العلم .