لَيْسَ لِلَّهِ الْعَظِيمِ نِدٌّ وَهَذِهِ الْأَقْدَارُ لَا تُرَدُّ لَهُنَّ وَقْتٌ وَلَهُنَّ حَدٌّ
مُؤَخَّرٌ بَعْضٌ وَبَعْضٌ نَفْدُ [ ص: 94 ] وَلَيْسَ مِنْ هَذَا وَهَذَا بُدٌّ
وَلَيْسَ مَحْتُومًا لِحَيٍّ خُلْدُ
قَدَّرَ مَا شَاءَ كَيْفَ شَاءَ وَلَمْ يُطْلِعْ عَلَى عِلْمِ غَيْبِهِ بَشَرَا
وَيَرَى مِنَ الْعِبَادِ مُنْفَرِدًا مُحْتَجِبًا فِي السَّمَاءِ لَيْسَ يُرَى
ثُمَّ جَرَى بِالَّذِي قَضَى قَلَمٌ أَجْرَاهُ فِي اللَّوْحِ رَبُّنَا فَجَرَى
لَا خَيْرَ فِي كَثْرَةِ الْجِدَالِ وَلَا فِي مَنْ تَعَدَّى فَأَنْكَرَ الْقَدَرَ
مِنْ يَهْدِهِ اللَّهُ لَنْ يَضِلَّ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ يَهْتَدِيَ وَقَدْ خَسِرَا
دَعْوَتُهُ لِلْعِبَادِ شَامِلَةٌ وَخَصَّ بِالْخَيْرِ مِنْهُمْ نَفَرًا
فَمَا شِئْتَ كَانَ وَإِنْ لَمْ أَشَأْ وَمَا شِئْتُ وَإِنْ لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ
خَلَقْتَ الْعِبَادَ عَلَى مَا عَلِمْتَ وَفِي الْعِلْمِ يَجْرِي الْفَتَى وَالْمُسِنْ
عَلَى ذَا مَنَنْتَ وَهَذَا خَذَلْتَ وَهَذَا أَعَنْتَ وَذَا لَمْ تُعِنْ
فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَمِنْهُمْ سَعِيدٌ وَمِنْهُمْ قَبِيحٌ وَمِنْهُمْ حَسَنْ
وَمِنْهُمْ فَقِيرٌ وَمِنْهُمْ غَنِيٌّ وَكُلٌّ بِأَعْمَالِهِ مُرْتَهَنْ
ليس لله العظيم ند وهذه الأقدار لا ترد لهن وقت ولهن حد
مؤخر بعض وبعض نفد [ ص: 94 ] وليس من هذا وهذا بد
وليس محتوما لحي خلد
قدر ما شاء كيف شاء ولم يطلع على علم غيبه بشرا
ويرى من العباد منفردا محتجبا في السماء ليس يرى
ثم جرى بالذي قضى قلم أجراه في اللوح ربنا فجرى
لا خير في كثرة الجدال ولا في من تعدى فأنكر القدر
من يهده الله لن يضل ومن يضلل فلن يهتدي وقد خسرا
دعوته للعباد شاملة وخص بالخير منهم نفرا
فما شئت كان وإن لم أشأ وما شئت وإن لم تشأ لم يكن
خلقت العباد على ما علمت وفي العلم يجري الفتى والمسن
على ذا مننت وهذا خذلت وهذا أعنت وذا لم تعن
فمنهم شقي ومنهم سعيد ومنهم قبيح ومنهم حسن
ومنهم فقير ومنهم غني وكل بأعماله مرتهن