فصل : فإذا ثبت أن تقدم الطواف شرط في صحة السعي ففرغ من طوافه وعاد إلى استلام الحجر بعد صلاته ، خرج من باب الصفا : لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى سعيه منه ؛ ولأنه أقصد له ، وأقرب عليه ، ثم يبدأ  بالصفا      : لرواية  جعفر بن محمد   عن أبيه عن  جابر   أن النبي صلى الله عليه وسلم لما فرغ من الطواف صلى ركعتين خلف المقام ، ثم عاد إلى الحجر فاستلمه ، وخرج من باب الصفا وقال :  إن الصفا والمروة من شعائر الله   ، فنبدأ بما بدأ الله به     . وروي أنه صلى الله عليه وسلم قال :  ابدءوا بما بدأ الله به ثم رقي على الصفا     . فإذا ثبت وجوب البداية  بالصفا   فيختار أن ترقى عليه ، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم وينتهي إلى موضع بدايته بالبيت ، ثم يستقبل البيت فيكبر ، ويقول :  الله أكبر الله أكبر الله أكبر ، ولله الحمد والله أكبر على ما هدانا ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد يحيي ويميت ، بيده الخير وهو على كل شيء قدير ، لا إله إلا الله صدق الله وعده ، ونصر عبده ، وهزم الأحزاب وحده ، لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه ، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون     . هذا مروي عن النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم يدعو بعده ويلبي ، إن كان حاجا ، ثم يقول ذلك ثانية ويدعو بعده بما بدا له من دين ودنيا ، ثم يقول ذلك ثالثة ويدعو بعده بما سنح من دين ودنيا ، ويختار أن يكون من دعائه ما روى  نافع   عن  ابن عمر   أنه كان يدعو بهؤلاء الدعوات على  الصفا   والمروة      : اللهم اعصمني بعينك وطواعيتك وطواعية رسولك ، اللهم جنبني حدودك ، اللهم اجعلني ممن يحبك ، ويحب ملائكتك ، ورسلك وعبادك الصالحين ، اللهم حببني إليك وإلى ملائكتك ورسلك ، وعبادك الصالحين ، اللهم آتني من خير ما تؤتي عبادك الصالحين في الدنيا والآخرة ، اللهم يسرني لليسرى ، وجنبني العسرى ، واغفر لي من الآخرة والأولى ، اللهم أوزعني أن أوفي بعهدك الذي عاهدتني عليه ، اللهم اجعلني من أئمة المتقين ، واجعلني من ورثة جنة النعيم ، واغفر لي خطيئتي يوم الدين     .  
				
						
						
