فصل : إذا  وهب له عبدا فرهنه قبل قبضه   كان رهنا فاسدا : لأن الهبة لا تملك إلا بالقبض ، ولو رهنه بعد قبضه كان رهنه جائزا سواء وهبه ممن يجوز له الرجوع في هبته كالوالد أم لإتمام الملك بحصول القبض ، فلو  وهب له عبدا وأذن له في رهنه   صح الرهن ولم تتم الهبة ، لأن الإذن بالرهن ليس بقبض فتتم به الهبة .  
والرهن وإن لم يملكه فقد رهنه بإذن      [ ص: 263 ] مالكه ، فلم يمتنع من الصحة ، فإن أقبضه المرتهن ثم الرهن بالعقد السابق عن إذنه ، والقبض الحادث عن إذنه ، ولم تتم الهبة ، لأن قبضه رهنا غير قبضه هبة ، ويكون حكم هذا العبد كحكم المعار في الرهن .  
فرع : إذا  ابتاع عبدا ورهنه قبل قبضه   نظر ، فإن كان البائع لم يقبض عنه فالرهن باطل : لأنه محبوس بثمنه فصار كالمرهون فلم يجز رهنه قبل فكاكه ، وإن كان قبل قبض ثمنه ففي جواز رهنه قولان :  
أحدهما : وهو ظاهر نصه أن ذلك جائز لتمام ملكه .  
والثاني : وهو محكي عنه في البيوع أن ذلك باطل كالبيع والله أعلم .  
				
						
						
