مسألة : قال الشافعي - رضي الله عنه - : " ولو فإن زعم الذي شهد بالألف أنه شك في الألفين وأثبت ألفا فقد ثبت له ألف بشاهدين فإن أراد الألف الأخرى حلف مع شاهده وكانت له ولو قال أحد الشاهدين من ثمن عبد وقال الآخر من ثمن ثياب فقد بينا أن ألفين غير الألف فلا يأخذ إلا بيمين مع كل شاهد منهما " . شهد شاهد على إقراره بألف وآخر بألفين
قال الماوردي : وهذا كما قال . إذا فلا يخلو حال الشهادة من أحد أمرين : إما أن يختلف جهاتها . أو لا يختلف . ادعى رجل على رجل فشهد له شاهد على الإقرار بألف وشهد آخر على إقراره بألفين
فإن اختلفت جهاتهما فشهد أحدهما بألف من ثمن عبد وشهد الآخر بألفين من ثمن دار فلم يجتمع الشاهدان على أحد الحقين ؛ لأن ثمن العبد غير ثمن الدار فاختلفا ويقال للمشهود له : احلف إن شئت مع كل واحد منهما ، واستحق ما شهد به فإن حلف معهما حكم له بثلاثة [ ص: 77 ] آلاف درهم من جهتين كل جهة منهما بشاهد ويمين ، وإن حلف مع أحدهما دون الآخر حكم له بالحق الذي حلف مع شاهده دون الحق الذي نكل عن اليمين مع الشاهد به .