[ ص: 452 ] باب  التبكير إلى الجمعة      .  
قال  الشافعي   ، رحمه الله تعالى : " أنبأنا  سفيان بنعيينة   عن  الزهري   ، عن  ابن المسيب   ، عن  أبي هريرة   ، رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ثم راح فكأنما قرب بدنة ، ومن راح في الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ، ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن ، ومن راح في الساعة الرابعة فكأنما قرب دجاجة ، ومن راح في الساعة الخامسة فكأنما قرب بيضة ، قال : فإذا خرج الإمام حضرت الملائكة يستمعون الذكر     .  
قال  الماوردي      : وهذا صحيح . والبكور إلى الجمعة مستحب بدليل هذا الحديث مع قوله تعالى :  أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون      [ المؤمنون : 61 ] . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :  من بكر وابتكر وغسل واغتسل وغدا وانتظر وأنصت ولم يلغ كانت كفارة له من الجمعة  وقوله صلى الله عليه وسلم " بكر " يعني في الزمان . و " ابتكر " يعني في المكان . وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :  إذا كان يوم الجمعة حضرت الملائكة يكتبون الأول فالأول ، حتى إذا جلس الإمام طويت الصحف  يعني الصحف التي يكتب فيها ، ولأنه إذا بكر منتظرا للصلاة كان في حكم المصلين ، لقوله صلى الله عليه وسلم :  فإن أحدكم في الصلاة ما كان يعمد للصلاة  فلذلك اخترنا له البكور إلى الجمعة ، واختلف أصحابنا في أول زمان البكور على وجهين :  
أحدهما : من طلوع الفجر ، وهو أول اليوم الثاني .  
والثاني : وهو أصح من طلوع الشمس ؟ ليكون ما قبل ذلك من طلوع الفجر زمان غسل وتأهب .  
فإذا بكر في الزمان فيختار أن يبكر في المكان ،  فيجلس في الصف الأول   ، قال      [ ص: 453 ] الشافعي      : ولا فضل للمقصورة على غيرها : لأنه شيء محدث ، قيل إن أول من أحدثه  معاوية   ، وإنما اخترنا الصف الأول لقوله صلى الله عليه وسلم :  ليلني منكم أولو الأحلام والنهى  وروى  أبو صالح   عن  أبي هريرة   عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :  لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا     .  
وروي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال :  إن الرحمة تنزل على الإمام ثم على الصف الذي يليه ثم على الذين يلونهم ثم الذين يلونهم     .  
				
						
						
